تعاني ليبيا أزمة حادة في أسطوانات غاز الطهي، لترتفع أسعارها ارتفاعاً قياسياً في الأيام الأخيرة وسط شح المعروض، فيما تعهدت الحكومة بسد الفجوة عبر الاستيراد. وأصبح الحصول على أسطوانة غاز في ليبيا أمراً في غاية الصعوبة وفق مواطنين، مشيرين إلى أن سعر الأسطوانة بات يعادل نصف الحد الأدنى للأجور، الذي يبلغ 900 دينار (187 دولاراً)، إذا توفرت.
وقال المواطن مسعود الفزاني (55 عاماً) من العاصمة طرابلس لـ”العربي الجديد” إن الوضع في غاية الصعوبة، حيث لا توجد أسطوانات غاز لدى مستودعات شركة البريقة.
وأكد المواطن أيمن مادي من جنوب طرابلس لـ”العربي الجديد” أن مناطق جنوب العاصمة تفتقر إلى نقاط بيع، ويجب الاستيقاظ باكراً للبحث عن مستودعات الغاز، وإن كان محظوظاً فقد يجد مستودعاً يوفر أسطوانات ممتلئة في الساعة الرابعة عصراً.
وعلق المحلل الاقتصادي عبد الفتاح أبوقصة على الأزمة قائلاً لـ”العربي الجديد” إن أزمة أسطوانات غاز الطهي في ليبيا تؤثر كثيراً على حياة المواطنين اليومية. وأشار إلى أن المشكلة تكمن في عدم استيراد أسطوانات جديدة منذ عام 2011، مما أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار لتتراوح بين 450 و500 دينار (الدولار يعادل 4.8 دنانير). وتزداد الأزمة تفاقماً يومياً، خاصة في المناطق النائية وجنوب ليبيا.
وعلى مستوى الحلول الرسمية المطروحة أكد مسؤول في شركة البريقة لـ”العربي الجديد”، أن أزمة الأسطوانات قد تُحل بحلول نهاية العام من خلال استيراد 1.5 مليون أسطوانة، بهدف تغطية العجز المحلي والحد من ارتفاع الأسعار في السوق. وقال عضو مجلس إدارة الشركة ميلاد الهجرسي: إن عمليات الاستيراد ستبدأ اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، كما ستتلقى الشركة كميات إضافية في بداية عام 2025.
وأضاف الهجرسي أنه أُنشئت نقاط لتعبئة الأسطوانات مباشرة من الشركة في 63 منطقة، بالإضافة إلى تنفيذ حملات لمراقبة بعض المستودعات التي تتاجر بالسعر، مؤكداً أن السعر الرسمي للتعبئة هو ديناران للأسطوانة الكبيرة ودينار ونصف الدينار للأسطوانة المتوسطة.
وتصرف ليبيا سنوياً حوالي 114 مليون دينار لدعم غاز الطهي المصنع محلياً، وتستهلك شهرياً نحو 227.8 ألف طن من الغاز، وفقاً لتقديرات شركة البريقة في عام 2010.
وتعاني ليبيا أزمات متكررة في غاز الطهي وتوفر السلع الأساسية وتراجعاً في العديد من الخدمات في ظل استمرار الانقسام السياسي، حيث توجد حكومتان، الأولى هي الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير غرب البلاد، والثانية هي حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب قبل ثلاث سنوات ومقرها بنغازي، وتدير شرق البلاد ومدن الجنوب.
وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، حيث تبلغ 48.4 مليار برميل. ويعد قطاع الهيدروكربونات العمود الفقري للاقتصاد الليبي، إذ توفر صادرات النفط أكثر من 90% من الإيرادات الحكومية وأكثر من 95% من عائدات التصدير.
وانخفض إنتاج النفط إلى 900 ألف برميل يومياً حالياً، بسبب توقف حقل الشرارة النفطي بالكامل. وقد استهدف الحقل استهدافاً متكرراً لأسباب سياسية متنوعة ومطالب من محتجين محليين. وكان الإنتاج النفطي قد استقر عند مستوى 1.2 مليون برميل يومياً حتى يوليو/ تموز الماضي، بينما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط بداية العام الجاري خططاً لتعزيز الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025، وإلى مليوني برميل بحلول عام 2027.