انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) للمرة الأولى في 3 جلسات لكنها ظلت قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين.
يأتي ذلك مع تنامي التوترات الجيوسياسية بين القوى الغربية ومنتجي النفط الرئيسين روسيا وإيران، مما يزيد المخاوف من مخاطر تعطل الإمدادات.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني، على ارتفاع بنسبة 2%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
وسجلت أسواق النفط خلال الأسبوع الماضي مكاسب أسبوعية قوية تجاوزت 6% مع تصاعد حدة الحرب في أوكرانيا، وتحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من صراع عالمي.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:39 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:39 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.69%، لتصل إلى 74.65 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 0.77%، لتصل إلى 70.69 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن(.
انهى الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 5.8% و6.4% على التوالي ، ليحققا أقوى أداء أسبوعي منذ أواخر سبتمبر/أيلول.
تحليل أسعار النفط
يشير تحليل أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي إلى الدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد بعد أن أطلقت روسيا صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت على أوكرانيا في تحذير للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أعقاب الضربات التي شنتها كييف على روسيا باستعمال الأسلحة الأميركية والبريطانية.
وقال المحلل الاستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “تبدأ أسعار النفط الأسبوع الجديد مع بعض التباطؤ الطفيف، إذ ينتظر المشاركون في السوق المزيد من الإشارات حول التطورات الجيوسياسية وتوقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي لتحديد النغمة”.
وأضاف: “لقد تصاعدت التوترات بين أوكرانيا وروسيا في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى بعض التسعير لمخاطر التصعيد الأوسع الذي قد يؤثر على إمدادات النفط”.
وأشار يب إلى أن أوكرانيا وروسيا تتنافسان على اكتساب بعض النفوذ قبل أي مفاوضات مقبلة في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ومن المرجح أن تستمر التوترات حتى نهاية العام، مما يبقي سعر خام برنت مدعومة عند نحو 70 إلى 80 دولارًا.
وبالإضافة إلى ذلك، ردت إيران على القرار الذي أقرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس من خلال إصدار أوامر باتخاذ إجراءات مثل تفعيل العديد من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتقدمة المستعملة في تخصيب اليورانيوم.
وقال المحلل الإستراتيجي للسلع في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار: “إن انتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورد فعل إيران يزيدان من احتمال أن يتطلع ترمب إلى فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية عندما يتولى السلطة”.
وأضاف أن العقوبات المفروضة قد تمنع نحو مليون برميل يوميا من صادرات النفط الإيرانية، أي ما يعادل 1% من إمدادات النفط العالمية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأحد إنها ستجري محادثات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل مع 3 قوى أوروبية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني.
الطلب على النفط
يركز المستثمرون أيضًا على ارتفاع الطلب على النفط الخام في الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستوردين في العالم، على التوالي.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا: “الأسواق قلقة ليس فقط بشأن الأضرار التي لحقت بمواني النفط والبنية التحتية، ولكن أيضًا بشأن احتمال انتشار عدوى الحرب وتورط المزيد من الدول”.
انتعشت واردات الصين من النفط الخام في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ أدى انخفاض أسعار النفط إلى زيادة الطلب على المخزونات، بينما زادت مصافي التكرير الهندية إنتاجها من النفط الخام بنسبة 3% على أساس سنوي إلى 5.04 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول، مدعومة بصادرات الوقود.
وقال ساشديفا إنه على مدار الأسبوع، سيتطلع المتداولون إلى بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركية، المقرر صدورها يوم الأربعاء، إذ من المرجح أن يوجه ذلك اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في الفترة من 17 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول.