يبحث المواطن عبد الناصر الصويعي عن أسطوانة غاز للطهو بسعر يتناسب مع راتبة الشهري، وقال لـ “العربي الجديد” إن سعر أسطوانة الغاز في السوق الموازي بـ 450 ديناراً (93 دولاراً)، وهي أعلى بكثير من قدرته على الإنفاق.
وأضاف أن المشكلة تكمن في أن شركات البريقة لم توفر أسطوانات للغاز منذ عام 2011 بالسعر الرسمي الذي لا يتجاوز 50 ديناراً للأسطوانة.ولفت المواطن عبد الرزاق أبوروبن إلى أن المشكلة ليست في السعر المرتفع، لكن الموجود في السوق مغشوش، فيما شركة البريقة تصادرها بحجة أنها مخالفة للمواصفات، ولا توفر أي بديل للمستهلك. وفي جولة لـ”العربي الجديد” تبيّن أن سعر أسطوانة الغاز يراوح بين 450 إلى 500 دينار.
وقال حسام المجدوب، وهو بائع أسطوانات للغاز في منطقة الهانئ في طرابلس، لـ “العربي الجديد”، إن معظم الأسطوانات المعروضة للبيع صينية “مقلدة”، لكن المواطن يشتريها. يأتي ذلك مع تحذيرات حكومية من وجود أسطوانات غاز غير مطابقة للمواصفات القياسية.
وقال الناطق الرسمي باسم جهاز الحرس البلدي، محمد الناعمي، لـ “العربي الجديد”، إن هناك حملات مكثفة على الأسطوانات المقلدة تنتشر في السوق المحلي.
وأشار المحلل الاقتصادي محمد الشيباني، إلى أن مشكلة أسطوانات الغاز تعود إلى عدم وجود أي عملية استيراد جديدة لاستبدال الأسطوانات القديمة منذ عام 2011، وذلك وسط الطلب المتزايد على السلعة.
وأوضح أنه مع نقص المعروض من السلعة، وعدم توزيع أسطوانات جديدة على المواطنين، ارتفعت الأسعار إلى مستويات قاسية، ما أفضى إلى دخول الأسطوانات المقلدة والمغشوشة إلى الأسواق، ما أدى إلى تصاعد مشكلات السلامة الشخصية التي تطاول المستهلكين.وقال رئيس مجلس إدارة شركة البريقة، فؤاد الرحيم، إن الشركة تعتزم استيراد مليوني أسطوانة غاز خلال عام 2024 لتغطية العجز الحاصل في السوق المحلية. ويصل سعر استبدال أسطوانة الغاز في السوق الموازية إلى 30 ديناراً، بينما لا يتعدى استبدالها عبر مستودعات الدولة 3 دنانير للأسطوانة الواحدة.
وأكد المواطن محمد كرنفودة من منطقة أوباري الجنوبية (تبعد 972 كلم عن طرابلس) أن كلفة استبدال أسطوانة الغاز الفارغة بأخرى ممتلئة تتعدى 100 دينار للأسطوانة الواحدة، وأن المستودعات لا توفر غاز الطهو، ما يجبره على الذهاب نحو السوق السوداء، ما يعني ارتفاعاً في الكلفة، ومخاطر ترتبط بجودة الأسطوانة والكميات التي تحويها.
وتشهد ليبيا طوابير وازدحاماً أمام مراكز توزيع أسطوانات الغاز بسعر المدعم، وخصوصاً أمام مركز توزيع أسطوانات الغاز في منطقة تاجوراء شرق طرابلس.
وقال المواطن محمد التركي، الذي يقف في طابور طويل منذ ساعات الصباح: “قد أحصل على أسطوانة اليوم بسعر معقول، إذ لا بديل للوقوف في الطابور للتمكن من استبدال الأسطوانة بالسعر المدعوم، وإلا فإن عملية الاستبدال في السوق الموازي لا تقل كلفتها عن 30 ديناراً”.
وتصرف ليبيا سنوياً على دعم غاز الطهو المصنّع محلياً نحو 114 مليون دينار، فيما يبلغ سعر الصرف في ليبيا 4.81 دنانير للدولار. وتستهلك البلاد شهرياً 227,803 طن متري من الغاز بحسب تقديرات شركة البريقة.
وتعتمد ليبيا على خمس مصافٍ لتكرير النفط، ويغطي إنتاجها 30 في المائة من احتياجات السوق المحلية، بينما تعتمد على الاستيراد لتغطية 70 في المائة تقريباً من احتياجات البلاد.
وتسعى ليبيا لرفع الدعم عن المحروقات، وتحديداً على البنزين والكهرباء وغاز الطهو. وفي تقريره السنوي لعام 2022، طرح ديوان المحاسبة الليبي رؤيته بشأن معالجة مشكلة الإهدار في دعم المحروقات، معتبراً أن الحل المستدام لا يخرج عن خيارين: إما استبدال الدعم العيني بآخر نقدي، أو تنظيم عمليات توزيع المحروقات وزيادة الرقابة.