Skip to content

جمعة عاصفة على الأسواق .. هل دفعت بورصات العالم ثمن خطأ الفيدرالي؟

لم يكن الهبوط الحاد الذي سجله مؤشر نيكي الياباني بنحو 6% صباح 2 أغسطس في أكبر انخفاض يومي منذ منتصف 2016 إلا مقدمة ليوم عصف بأسواق العالم.
واهتزت أسواق الأسهم العالمية بعد أن أظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 4.3% في يوليو وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، مما زاد المخاوف من تدهور سوق العمل واحتمال تعرض الاقتصاد للركود.
وزادت البيانات المخاوف من تباطؤ الاقتصاد بوتيرة أسرع من المتوقع ومن أن يكون الفيدرالي أخطأ عندما ثبت أسعار الفائدة في اجتماعه يوم الأربعاء 31 يوليو.
كما أظهرت بيانات اقتصادية من الصين، أكبر مستورد للنفط، ومسح ضعف نشاط الصناعات التحويلية الشهر الماضي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، مما يزيد من خطر ضعف التعافي الاقتصادي العالمي ويؤثر على استهلاك النفط.

اليابان أول من تلقى الصدمة

كانت الأسواق اليابانية بحكم التوقيت أول من تلقى الصدمة، إذ هوى المؤشر نيكي الياباني بنحو 6% ليسجل أسوأ جلسة في أكثر من 8 سنوات مع عزوف المستثمرين عن الأصول التي تنطوي على مخاطرة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وعدم اليقين بشأن المسار الذي سيتبناه المركزي الياباني إزاء السياسة النقدية.
وأغلق المؤشر نيكي منخفضا 5.81% عند 35909.7 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 26 يناير وأكبر تراجع يومي منذ منتصف 2016. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 6.14% إلى 2537.6 نقطة في أكبر انخفاض يومي منذ منتصف عام 2016.
وقال يوجو تسوبوي كبير المحللين لدى دايوا للأوراق المالية “تحول الزخم في السوق الأمريكية ليصبح سلبيا الليلة الماضية مع تزايد المخاوف حيال الركود. وضغط ذلك كثيرا على الأسهم اليابانية اليوم”.

اضطراب الأسهم الأوروبية

انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3% مع تعرض أسواق الأسهم العالمية لاضطرابات بعدما أدى تقرير الوظائف الأمريكي إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.
ونزل المؤشر 2.7% إلى 497.85 نقطة، مسجلا أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر.
وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 2020.
وخسر قطاع الشركات المالية 5.2 % في حين تراجعت أسهم البنوك 4.3 % لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة.

النفط يخسر 3%

أما أسعار النفط فقد أغلقت عند أدنى مستوياتها منذ يناير بعد بيانات أظهرت تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحد بأكثر من المتوقع الشهر الماضي، وذلك علاوة على بيانات اقتصادية صينية زادت من الضغوط على الأسعار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.71 دولار بما يعادل 3.41% إلى 76.81 دولار للبرميل عند التسوية، وانخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي 2.79 دولار أو 3.66% إلى 73.52 دولار.
وهبط الخامان خلال جلسة التداول بأكثر من 3 دولارات للبرميل.

وول ستريت في مرحلة التصحيح

أغلقت الأسهم الأمريكية على انخفاض حاد للجلسة الثانية على التوالي ، وأكد مؤشر ناسداك المجمع أنه في منطقة التصحيح، وقفزت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي في سبتمبر إلى 69.5% صعودا من 22% في الجلسة السابقة، وفقا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمشغلة البورصات “سي إم إي”.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 610.71 نقطة أو 1.51% إلى 39737.26 نقطة، وخسر المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 100.12 نقطة أو 1.84% إلى 5346.56 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 417.98 نقطة أو 2.43% إلى 16776.16 نقطة.
ومما زاد الضغط الهبوطي نزول سهمي أمازون وإنتل بعد نتائجهما الفصلية وتوقعاتهما المخيبة للآمال.
ودفع التراجع ناسداك إلى الانخفاض بأكثر من 10% من أعلى مستوى إغلاق له في يوليو، مما يؤكد أن المؤشر في حالة تصحيح.

أسهم صناعة الرقائق في مهب الريح

قاد سهم إنتل نزيف أسهم التكنولوجيل إذ هبط 28% في طريقه لتسجيل أسوأ أداء يومي له منذ 1974 بعد أن أوقفت الشركة توزيعات أرباح وقلصت عدد العاملين لتمويل عملية تحول مكلفة لأنشطتها في صناعة الرقائق.
واقتربت الشركة من فقدان نحو 35 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد أن أثارت توقعاتها المخيبة للآمال وعزمها خفض الوظائف 15% مخاوف تجاه قدرتها على اللحاق بشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وشركات أخرى بالقطاع.
وانخفضت أسهم شركات الرقائق الأخرى ومنها (أرم) و(مايكرون تكنولوجي) و(جلوبال فاوندريز) والأسهم المدرجة في الولايات المتحدة لتايوان لصناعة أشباه الموصلات بنسب تتراوح بين 2.8% إلى 6.7%.
وتراجع سهم إنفيديا الرائج في وول ستريت 2% بعد تقرير عن تحقيق لوزارة العدل الأمريكية.

أشهر في موقعنا