قفز سعر الغاز الطبيعي المسال في آسيا إلى أعلى مستوى منذ أوائل يناير وسط قلق من أن رد إسرائيل على الهجوم الذي نفذته إيران مطلع الأسبوع الجاري قد يتحول إلى صراع أوسع.
تجاوز السعر خلال التعاملات الفورية في شمال آسيا 11 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أمس الثلاثاء، وارتفع 40% تقريباً منذ نهاية فبراير، حسب متعاملين. حدث ذلك عقب مكاسب مماثلة في أوروبا، التي تتنافس مع آسيا على مشتريات الغاز الطبيعي المسال. فيما يغلق المتعاملون مراكز البيع على المكشوف حالياً في الغاز، إذ يقيمون احتمال حدوث تصعيد أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر قد يرفع الأسعار بصورة أكبر.
جاء ارتفاع أسعار الغاز جزئياً أيضاً بسبب انخفاض تدفقات الغاز إلى مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بمقدار الربع خلال الأسبوع الماضي بسبب أعمال الصيانة، وهو ما قد يحد من تدفق الإمدادات إلى آسيا. كما يتطلع المستوردون اليابانيون أيضاً إلى شراء مزيد من الغاز.
أسوأ سيناريو لأسواق الغاز
انتعشت أسعار الغاز في آسيا وأوروبا بعد تراجعها إلى أدنى مستوى منذ 2021 في فبراير، بسبب ارتفاع المخزون والطقس الشتوي المعتدل. مع ذلك، فإن الارتفاع قد يفقد زخمه، إذ من المتوقع أن يؤدي ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي المسال إلى كبح الطلب من جانب الدول الناشئة في آسيا التي تتأثر بالأسعار.
تصاعد المخاطر في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل
يعد أسوأ سيناريو لتصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط هو إغلاق إيران لمضيق هرمز، وهو ممر بحري رئيسي يعبر خلاله 20% من إجمالي تجارة الغاز الطبيعي المسال.
ورغم أن هذا غير مرجح فإن حدوث أي توقف في المضيق قد يرفع الأسعار إلى أكثر من 100 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، حسب توقعات شركة “ريستاد إنرجي” (Rystad Energy).
قال لو مينغ بانغ، المحلل لدى “ريستاد”، في مذكرة بحثية، إن السوق لم تضع في حسبانها بعد خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، مع تقييم أي تأثير محتمل على شحن الغاز إلى مراكز الطلب في أوروبا وآسيا.