مع قفزات سعر الدولار في السوق الموازي ووصوله إلى نحو 6.50 دينار للدولار في تعاملات مساء أمس الخميس، شهدت أسعار السلع ارتفاعا عانى منه المواطنون الليبيون.
وقال خبراء ومحللون اقتصاديون إن الأسعار في مجملها ارتفعت بنسبة 10% لمختلف السلع الغذائية والدوائية، مضيفين أن الأسعار ستواصل الارتفاع في حالة عدم انخفاض سعر الدولار.
وأضاف الخبراء لـ«بوابة الوسط» أن المورد للسلعة يتحصل على الدولار بسعر مصرف ليبيا المركزي 4.85 دينار ويبيع بسعر السوق الموازي، «فالأسعار مرتبطة بسوق العملة من ناحية الصعود فقط والفرق بين السعرين 30% يتم تحمليه على جيوب الناس».
وأظهرت بيانات لمصرف ليبيا المركزي أن 500 شركة تحصلت على اعتمادات مستنديه بقيمة أربعة مليارات دولار لاستيراد السلع الغذائية مع نهاية العام الماضي 2023.
وقال رئيس اتحاد جمعيات المستهلك أحمد الكردي في تصريحات لـ«بوابة الوسط» إن الأسعار في تصاعد مستمر بسبب احتكار بعض التجار، فضلا عن القيام بالتسعيرة بناء على سعر الصرف بالسوق الموازية، وسط غياب الجهات الرقابية لضبط الأسواق.
وأوضح أن المشكلة أن هناك حلقة مفقودة بين من يورد السلعة وتاجر الجملة مع وجود المضارب في السعر لجني الأرباح.
وتابع: «بعد تدخل وزارة الاقتصاد بشأن أسعار البيض انخفض السعر من 21 إلى 17 دينارا».
وخلال جولة مراسل «بوابة الوسط» في أسواق العاصمة طرابلس، قال البائع بالمدينة القديمة نزار بوقندة إن الارتفاع شمل سلعة الأرز التي قفزت من أربعة دنانير إلى خمسة دنانير وكذلك معجون الطماطم والكسكسي والقهوة والحليب ومشتقاته.
وفي سوق منطقة الزناتة لبيع السلع جملة، قال تاجر الجملة مسعود الحمروني إن الأسعار ارتفعت مند شهر ديسمبر الماضي «وهي في ارتفاع متواصل لجميع السلع المستوردة من الخارج وكذلك السلع المحلية». وأضاف أن هناك مبادرة من قبل بعض الموردين لبيع بعض السلع منها زيت الطهي بسعر مخفض.
وفي أحد الأسواق بطرابلس يعلن عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن توفير السلعة بسعر مخفض.
حملات لبيع سلع معينة بأسعار مخفضة
ومع حملات على مواقع التواصل للبيع للجمهور مباشرة بأسعار مناسبة، قال محمد الجبالي، صاحب محل تجاري، إن هناك تنسيقا مع بعض الموردين بشأن البيع مباشرة للجمهور بأسعار مخفضة تشمل السكر بأربعة دنانير للكيلو، وزيت الطهي بـ6.75 دينار لـ850 مل، وبعض أصناف التن (التونة)، «أما السلع أخرى لا يوجد بها تخفيض».
وقال المحلل الاقتصادي على الرقيعي في تصريحات لـ«بوابة الوسط» إن فرض قيود غير مباشرة على استخدامات النقد الأجنبي أدى إلى قفز سعر الصرف في السوق الموازية وبالتزامن مع ذلك ارتفعت أسعار السلع بنسبة 10% لمختلف السلع.
وأضاف الرقيعي أن حجم الاعتمادات المستندية للقطاع المصرفي ببلغ 12.5 مليار دولار لعام 2023 بارتفاع يصل 30% بالمقارنة مع العام 2022، مما كان يتوجب معه خفض أسعار السلع في ليبيا.4 عاماً
الأسعار تنخفض على المستوى العالمي وترتفع في ليبيا
وأشار الرقيعي إلى انخفاض أسعار السلع في العالم بحسب تقديرات منظمة الفاو، مضيفا أن ليبيا تستورد 80% من احتياجاتها من الخارج. وأرجع الارتفاعات الأخيرة في الأسعار إلى سوء تنظيم التجارة وليس ارتفاع الدولار في السوق الموازية.
أما المحلل الاقتصادي طارق الصرماني فقال إن المورد للسلعة يتحصل على الدولار بسعر مصرف ليبيا المركزي 4.85 دينار ويبيع بسعر السوق الموازي.
انخفضت معدلات التضخم في ليبيا بـ2.4% خلال العام 2023، وفق بيانات مصرف ليبيا المركزي التي أوضحت أن الأسعار شهدت استقرارا خلال العام الماضي.