مع ابتعاد الصين عن سيارات محرك الاحتراق، تكافح فولكس فاجن ومرسيدس بنز وبي إم دبليو لتقديم مركبات كهربائية تجذب العملاء في أكبر أسواقها وأكثرها ربحية، ما يعرض استثمارات قيمتها 35 مليار يورو (38 مليار دولار) للخطر.
جاءت أحدث علامات التحذير الأسبوع الماضي، عندما أبلغت الشركات المصنعة الألمانية الثلاث عن انخفاض مبيعات الربع الثالث في الصين. سجلت بي إم دبليو أكبر انخفاض في مبيعاتها في البلاد منذ أكثر من 4 أعوام بنسبة 30 %، وانخفضت عمليات تسليم السيارات من مرسيدس 13 % وسط ضعف الطلب على سيارتها باهظة الثمن مثل “إس كلاس”.
انخفضت مبيعات بورش في الصين 19 % في أسوأ أداء لها في الربع الثالث منذ عقد مع انخفاض الطلب العالمي على سيارة تايكان إلى النصف تقريبا. كما أعلنت فولكس فاجن -الشركة الأم لبورش وأودي- عن انخفاض 15 %.
بعد الهيمنة على عصر السيارات المستهلكة للوقود، استهان المصنعون الألمان بالتهديدات من المنافسين الجدد وترددوا في التخلي عن الأرباح التي تولدها السيارات ذات المحركات الكبيرة. سمح ذلك لشركة تيسلا والشركات المصنعة المحلية بقيادة شركة بي واي دي بالتقدم بسرعة من خلال سيارات ذكية ورخيصة تعمل بالبطاريات.
مع التحول إلى السيارات الكهربائية، أظهرت العلامات التجارية المحلية أنها يمكن أن تجاري فولكس فاجن وبي إم دبليو ومرسيدس من حيث الجودة وتتفوق عليها من حيث السعر والتكنولوجيا. قال ماركو شوبيرت، الذي يشرف على مبيعات فولكس فاجن: “الوضع التنافسي في الصين محموم”.
بينما لا تزال شركات صناعة السيارات الألمانية تسيطر على نحو 15 % من السوق الصينية، حصتها من السيارات الكهربائية تقل عن 10 %. دون تحول سريع، فإن التراجع يخاطر بالهزيمة وبدفع الشركات الثلاث الكبرى الألمانية إلى معركة وجودية.