أغلق مؤشر داو جونز على رقم قياسي جديد، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب، ليسا بعيدين عن أعلى مستوياتهما على الإطلاق. لذلك يصعب التذمر إذا كنت تمتلك أسهما ذات قيمة سوقية كبرى، لكن أداء مستثمري الذهب أفضل.
وصل المعدن الأصفر أيضا، إلى مستوى قياسي واكتسب نحو 28% هذا العام، متفوقا على مؤشرات السوق الرئيسة.
هل يستمر الذهب، الذي يتداول الآن نحو 2650 دولارا للأونصة، في التألق؟ لا يزال الخبراء متفائلين، ويرجع ذلك أساسًا إلى السبب نفسه، الذي يجعل المستثمرين في الأسهم، يستعدون لمزيد من المكاسب، الأمر كله يتعلق بالاحتياطي الفيدرالي، بحسب مجلة بارونز.
أدى خفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية الأسبوع الماضي إلى تعزيز الذهب وسوق الأسهم. ومن المرجح أن يأتي مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وحتى 2025.
قال كريس جافني، رئيس شركة إيفير بانك ورلد ماركيتس: “تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد يدفع الذهب”، مشيرا إلى أن مزيدا من تخفيض أسعار الفائدة من شأنه أن يفرض ضغطا إضافيا على الدولار الذي انخفض قليلا هذا العام. ويميل الذهب إلى الازدهار عندما يتراجع الدولار.
انخفاض أسعار الفائدة، ليس السبب الوحيد وراء استمرار ارتفاع الذهب. المخاوف الجيوسياسية تدفع مزيدا من المستثمرين إلى الذهب بوصفه استثمارا آمنا تقليديا، ووسيلة لحماية محافظهم من أي صدمات في الأسواق المالية.
قال جافني: “المخاوف الجيوسياسية دفعت الذهب إلى هذه المستويات القياسية المرتفعة. إنه تأمين ضد الكوارث”. في الأمد القريب، يمكن أن يرتفع المعدن النفيس 10% إلى 15% أخرى من المستويات الحالية. وهذا من شأنه أن يضعه عند نحو 3000 دولار للأونصة، كما يعتقد جافني.
ريان ماكنتاير، شريك إداري في “سبروت”، يقول: لا يوجد “زبد” في الذهب الآن، مشيرا إلى أنه تحوط جيد ضد عدم اليقين. “يريد الناس شيئا يمثل مخزنا للقيمة مستقلا عن العملات الحكومية”، مضيفا أنه بسبب التاريخ الطويل للذهب، بوصفه عملة صعبة، إلى جانب حقيقة أن العرض المادي محدود، فإن هذا يجعله تحوطا جيوسياسيا أفضل من البيتكوين.
لذلك واجهت البيتكوين طريقا أكثر وعورة هذا العام، في حين تمتع الذهب بارتفاع أكثر ثباتا.
أخيرا، هناك عامل سياسي آخر يؤدي دورا قد يدفع الذهب إلى الارتفاع: الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتخابات الكونجرس المقبلة.
بغض النظر عن النتيجة، من المرجح أن يدفع معظم الديمقراطيين والجمهوريين، بمن فيهم نائبة الرئيس، كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترمب، لمزيد من التحفيز المالي. وهذا يعني عجزا أعلى. قد يفيد ذلك الذهب، وكذلك أسهم تعدين الذهب، التي ارتفعت أيضا على أمل ارتفاع الطلب على المعدن.
قال ماكنتاير: “الشيء الرائع في الذهب هو أنك لست بحاجة إلى أن تكون محللا سياسيا لتعرف أن ترمب وهاريس سيكونان جيدين للذهب”.