ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول (2024) في محاولة لتقليص الخسائر التي لحقت بها في الجلسة السابقة، مع تقييم المتعاملين للتطورات في الصراع في الشرق الأوسط مقابل استمرار التوقعات الهبوطية للطلب.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في عامي 2024 و2025، مع مخاوف ضعف الطلب على الخام، متوقعةً أن يسجل متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 76.91 دولارًا للبرميل خلال 2024، بانخفاض 2.4% مقارنة مع تقديرات سبتمبر/أيلول 2024، البالغة 78.80 دولارًا للبرميل.
وقلّصت إدارة معلومات الطاقة توقعات سعر خام برنت بنسبة 2.3%، ليصل إلى 80.89 دولارًا للبرميل في العام الجاري، مقابل التقديرات السابقة البالغة 82.80 دولارًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:58 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:58 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.86%، لتصل إلى 77.84 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.77%، لتصل إلى 74.14 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وشهدت أسعار النفط مكاسب قوية تجاوزت 7% منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لنهاية جلسة الإثنين، مع تزايد الاضطرابات في الشرق الأوسط، ليُتداوَل خاما برنت وغرب تكساس حول مستويات 80 دولارًا و77 دولارًا للبرميل على التوالي، قبل تقليص مكاسبهما خلال تداولات أمس الثلاثاء.
تحليل أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط في الجلسة السابقة بسبب وقف محتمل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن الأسواق ما تزال حذرة من هجوم إسرائيلي محتمل على البنية التحتية النفطية الإيرانية.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا “إن المعضلة اليومية المتمثلة في تحرّك “عناوين الأخبار في الشرق الأوسط” مثل البندول بين “محادثات وقف إطلاق النار” و”مزيد من التصعيد في الهجمات”، قد صرفت انتباه المستثمرين عن الواقع.. إذ إن أسواق النفط مضطربة في مشاعر “شراء الشائعات” وتهميش الأزمة، في حين يجب أن تكون الأساسيات الحقيقية مهمة”.
وجاء تراجع أسعار النفط الخام أمس الثلاثاء في أعقاب ارتفاع بدأ بعد أن أطلقت إيران وابلًا صاروخيًا على إسرائيل في 1 أكتوبر/تشرين الأول، وبلغت ذروتها بمكاسب بنسبة 8% خلال الأسبوع يوم الجمعة، وهي الأكبر منذ أكثر من عام.
بدا أن مسؤولي حزب الله يتراجعون عن الهدنة في غزة بشرط لوقف إطلاق النار في لبنان، وقال نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، إنه يدعم محاولات التوصل إلى هدنة، وهي المرة الأولى التي لا تُذكَر فيها ذكر نهاية الحرب في غزة بشرط مسبق.
وعلى صعيد الطلب، أظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت بنحو 11 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يزيد بكثير عمّا توقّعه المحللون الذين استطلعت رويترز آراءهم، وفقًا لأرقام معهد النفط الأميرية أمس الثلاثاء، ومع ذلك، انخفضت مخزونات الوقود.
واستمر ضعف الطلب في دعم التوقعات الأساسية، إذ خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لعام 2024 لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، إلى 103.1 مليون برميل يوميًا، بسبب ضعف الإنتاج الصناعي ونمو التصنيع في الولايات المتحدة والصين.
كما أدت المخاوف بشأن عدم اتخاذ بكين مزيدًا من إجراءات التحفيز لتعزيز الاقتصاد الصيني إلى الحدّ من مكاسب سوق النفط، إذ قدّم المسؤولون القليل من التفاصيل الجديدة في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء.
قال المحلل الإستراتيجي في آي جي، يب جون رونغ: “لدى الصين دور تؤديه أيضًا، إذ أدى الافتقار للتحفيز الجديد إلى بعض خيبة الأمل، وكان العديد من المشاركين في السوق يأملون في أن تسير سياساتها المالية على خطى “البازوكا” المالية التي قُدِّمَت في أواخر سبتمبر/أيلول، ولكن كان من الواضح أن هناك تنحّيًا في إعلان أمس”.