هيمنت الأخطار الجيوسياسية على أسواق النفط في ختام الأسبوع الماضي، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وبرنت 8% تقريبا منذ بداية الأسبوع، عندما أطلقت إيران ما لا يقل عن 180 صاروخا على إيران ردا على الضربات الإسرائيلية في لبنان.
وذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أنه إذا اتسع الصراع في الشرق الأوسط وقامت إسرائيل بضرب منشآت النفط الإيرانية، سيزيد تشديد خطوط الإمدادات النفطية، وقد يزيل ما يصل إلى 4% من إمدادات النفط العالمية ويرفع الأسعار بشكل كبير قد يصل إلى 200 دولار للبرميل.
أشار إلى أن المعارك العنيفة تبدو وشيكة، ويمكن أن تؤثر أيضا في مضيق هرمز، وهو نقطة تفتيش بالغة الأهمية لشحن النفط العالمي.
وسجل أسعار النفط ارتفاع قوي قدره 6 دولارات للبرميل على أساس أسبوعي، وزيادة علاوة الأخطار الجيوسياسية لدرجة أن أسواق النفط لم تلاحظ حتى رفع الحظر النفطي عن ليبيا، ما أدى إلى إعادة 700 ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى السوق في ليبيا.
التقرير أشار إلى انخفاض صادرات فنزويلا من النفط الخام وزيت الوقود 9% على أساس شهري في سبتمبر، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما أدى انقطاع التيار إلى إعاقة العمليات العادية، ما أدى إلى انخفاض التدفقات إلى 842600 برميل يوميا.
وبحسب التقرير، يواجه سوق النفط الخام منعطفا حاسما مدفوعا بالتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، والتساؤلات حول الطاقة الإنتاجية الفائضة العالمية.
وعد أن التجار عالقون بين احتمال حدوث اضطرابات كبرى في الإمدادات وإمكانية تدخل أوبك+ والمنتجين الآخرين لتخفيف النقص، فيما يراقب المشاركون في السوق عن كثب بحثا عن إشارات تشير إلى ارتفاع الأسعار والاستقرار.
ووفقا للتقرير، فإن المشهد الجيوسياسي أصبح أكثر خطورة، مع تزايد احتمال إثارة الإجراءات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، والتهديدات ضد البنية التحتية النفطية الإيرانية، ومخاوف من انقطاع كبير في الإمدادات. من جانبه، ذكر تقرير وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية، أن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت وسط مخاوف من أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تعطيل شحنات النفط الخام من المنطقة.
ونقل التقرير عن بنك سويسكوت تأكيده “أن الإمكانية الصعودية موجودة بوضوح، والتوترات المتزايدة إذا اقترنت بالتهديد بانخفاض الإمدادات الإيرانية، يجب أن تعطي سببا إضافيا لتجار النفط لتوسيع مراكزهم التكتيكية الطويلة”.
ويترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لسبتمبر في أواخر أكتوبر الجاري، حيث ستوفر النتائج نظرة ثاقبة لنهج الاحتياطي الفيدرالي تجاه تخفيضات الفائدة، ما يؤثر في أداء الدولار وبالتالي النفط.
وذكر التقرير أن أسعار النفط الخام اخترقت مستويات المقاومة الرئيسة على خلفية المخاوف المتعلقة بجانب العرض، حيث أدى تصاعد أخطار الحرب والإضرابات في السواحل الشرقية للولايات المتحدة والخليج إلى فرض ضغوط تضخمية.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، حققت أسعار النفط أكبر مكاسب أسبوعية في نحو عامين وسط أخطار متزايدة من نشوب حرب بالشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.55 % لتبلغ عند التسوية 78.05 دولار للبرميل، فيما كان سعر تسوية برنت يوم الجمعة الماضي 71.98 دولار للبرميل.