ذهب مقال نشره موقع «أويل برايس» الأميركي إلى أن روسيا توطد علاقاتها مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر بهدف «تعطيل إمدادات الطاقة الأوروبية وتوسيع نفوذها الجيوسياسي في شمال إفريقيا».
وجاء في المقال المنشور أمس الخميس للكاتب سيريل فيدرشوفن إن موسكو تحاول «الاستفادة من احتياطيات النفط الضخمة في ليبيا وزيادة وجودها العسكري في القواعد الرئيسية، وتسعى إلى إزاحة شركات النفط الغربية».
وأشار إلى «اهتمام ليبيا بالانضمام إلى مجموعة البريكس» التي تضم روسيا و8 دول أخرى، ومنها الهند ومصر والبرازيل والإمارات وإثيوبيا وجنوب أفريقيا والصين وإيران.
وأضاف الكاتب أن الأوروبيين ينظرون إلى ليبيا كمصدر محتمل للطاقة بعد اأازمة الناجمة بشكل رئيسي عن الحرب الروسية الأوكرانية ومشاكل الإمدادات من موسكو في ظل فرض عقوبات عليها.
وتابع: «تعمل موسكو على وضع استراتيجية جديدة كبرى لا يتم فيها تعزيز الروابط بين حفتر وموسكو فحسب، بل وأيضًا خيار تعريض إمدادات الطاقة في أوروبا للخطر».
ونقل الكاتب فيدرشوفن عن بعض الخبراء قولهم أن «المناقشات الحالية بين روسيا وحفتر لها هدف رئيسي واحد فقط: احتجاز أوروبا كرهينة.. فيما تفرض سيطرة روسية محتملة على مستقبل النفط والغاز في شمال إفريقيا».
وأشار إلى إغلاق حقل الشرارة النفطي الليبي بسعة 300 ألف برميل يوميًا مما آد إلى إلحاق الضرر بشكل أساسي بالإمدادات للعملاء الأوروبيين، حيث يتدفق 80٪ من الإنتاج إلى أوروبا.
هل تتدخل موسكو لإبعاد شركات النفط الأوروبية عن ليبيا؟
وأضاف أن شركات تشغيل حقل الشرارة تشمل: شركة الطاقة النرويجية العملاقة إكوينور، وشركة OMV النمساوية، وشركة توتال إنيرجي الفرنسية، والمشغل الإسباني ريبسول، مشددا على أن موسكو تحاول طرد مشغلي النفط والغاز الغربيين واستبدالهم بشركات تابعة لها.
وتوقع احتمال أن «تتدخل شركة غازبروم، أو ربما كيان روسي جديد مندمج يجمع بين غازبروم نفت وروسنفط ولوك أويل. وفي حين قد يبدو هذا مستبعدا للمراقبين الغربيين، فإن ديناميكيات القوة على الأرض في شرق ليبيا تصب في صالح موسكو».
وقال فيدرشوفن إن ليبيا التي تمتلك تاسع أكبر احتياطيات نفطية في العالم، يمكن أن تزود أوروبا بكميات هائلة من النفط والغاز «إذا جرى التوصل إلى خطة سلام واتفاقية تقاسم السلطة بين حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة».
وأضاف: «إذا نجحت، فلن تتمكن موسكو من تسليح موارد الطاقة الليبية فحسب، بل ستتمكن أيضًا من الوصول إلى المعادن الثمينة والمعادن في البلاد وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى».