على مدى نحو أسبوعين، شهد إنتاج النفط الليبي انتعاشة ملحوظة، مع إضافة ما يقرب من 24 ألف برميل من النفط الخام، من الآبار النفطية التي استُعيدَ إنتاجها، أو تلك التي حفرتها الشركات بهدف زيادة الإنتاج.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لمعدلات إنتاج النفط الخام في ليبيا، فقد أعلنت شركة أكاكوس للعمليات النفطية، الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، تمكُّنها من إضافة 8 آلاف برميل يوميًا، بوضع 3 آبار نفطية على خط الإنتاج.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت شركة السرير استعادة إنتاج النفط الليبي لعدد من الآبار النفطية بعد عمليات صيانة ناجحة، إذ تمكنت من صيانة 4 آبار نفطية، أعادت 3 منها إلى مستويات الأمن والسلامة، واسترجعت الإنتاج في البئرين “بي 22” و”بي 15″، بأكثر من 1000 برميل يوميًا لكل منهما.
كما تمكنت الشركة من إجراء عمليات صيانة لنحو 3 آبار أخرى، وهي “بي 14″ و”بي 24” و”بي 46″، ولكن دون الحاجة إلى استعمال الحفارات، وذلك بهدف الحدّ من إنتاج الماء المصاحب، ما أسفر عن زيادة إنتاج النفط الليبي بمقدار 2000 برميل يوميًا.
المؤسسة الوطنية للنفط
واصلت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا تنفيذ خطّتها الهادفة إلى زيادة إنتاج النفط الليبي، وذلك من خلال التعاون ودعم الشركات لعمليات الصيانة، وإعادة تشغيل الآبار النفطية المتعطلة، أو حفر آبار جديدة، وفق ما جاء في بيان صحفي.
وفي هذا الإطار، نجحت شركة مليتة للنفط والغاز في إعادة تشغيل البئر “إيه-28” في حقل أبو الطفل، وذلك بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 1820 برميل يوميًا، وفق معدلات الإنتاج التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما تمكنت شركة أكاكوس للعمليات النفطية من إتمام عمليات الحفر لبئرين في حقل الشرارة، بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 7 آلاف برميل، موزّعة بواقع 3 آلاف و500 برميل يوميًا لكل منهما، وهما البئران التطويريتان “إيه-41-إتش” و”إيه-44″.
يشار إلى النتائج الأولية لعمليات حفر البئرين أظهرت احتواءهما على خصائص صخرية ومكمنية ذات جودة عالية، لذلك، من المتوقع أن يدخلا على خط الإنتاج خلال مدة قليلة، وفق ما نشرته المؤسسة في موقعها.
بالإضافة إلى ذلك، تمكنت شركة الخليج العربي للنفط من تحويل البئر “جي 224” (G224) في حقل النافورة، من العمل وفق نظام الرفع الصناعي بالغاز إلى العمل بالنظام “ساكر رود” المتطور، وذلك لإنتاج نحو 600 برميل من النفط الخام يوميًا.
ويبلغ عمق هذه البئر نحو 10 آلاف قدم، في حين تبلغ مضختها نحو 6 آلاف قدم، وهو عمق لم يُسجل في السابق داخل أيّ حقل نفطي في ليبيا، ولكنه يأتي ضمن الخطط الإستراتيجية التي تنتجها مؤسسة النفط لزيادة إنتاج النفط الليبي.
2400 برميل يوميًا
تمكنت المؤسسة الوطنية للنفط من إضافة نحو 2400 برميل أخرى إلى إنتاج النفط الليبي، وذلك من خلال التعاون مع شركة السرير للعمليات النفطية، التي استطاعت حفر البئر التطويرية “بي 54″، الواقعة في المنطقة التعاقدية “إيه-91”.
وبلغت القدرة الإنتاجية للبئر النفطية، بحسب الاختبارات الأولية، نحو 2400 برميل يوميًا، بينما من المتوقع أن تبلغ 3 آلاف برميل يوميًا، بعد اكتمال الاختبارات النهائية وعودة الحقل للإنتاج، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن هذه البئر تعدّ الأولى في حقل السارة منذ تأسيس شركة “السرير” للعمليات النفطية في نهاية عام 2020 واستلامها مهام التشغيل من المشغّل السابق، والأولى في الحقل منذ عام 2013، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
يُذكر أن إنتاج النفط الليبي تمكَّن من استعادة مستوياته السابقة عند 1.2 مليون برميل يوميًا، خلال الأيام الـ10 الأولى من شهر أكتوبر/تشرين الجاري، قبل أن يتجاوز هذه القدرات الإنتاجية، ويسجل ما يزيد عن 1.3 مليون برميل يوميًا في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من رفع حالة القوة القاهرة عن جميع المواني والحقول النفطية في ليبيا، التي كانت قد واجهت إغلاقات وارتباكات على خلفية أزمة اختيار رئيس المصرف المركزي، التي أدت إلى تصاعد التوتر والخلافات بين الفصائل السياسية في الدولة.