ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول (2024) من أدنى مستوياتها في أسبوعين للمرة الأولى في 5 جلسات وسط ترقب للعديد من التطورات في الأسواق.
ويراقب المستثمرون التطورات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مزيد من التفاصيل بشأن خطط التحفيز الصينية، فضلا عن انتظار صدور بيانات رسمية عن مخزونات النفط الأميركية.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول، على تراجع وسط تقييمات متأرجحة لمسار تصاعد الصراع والتوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وانخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) نحو 7% منذ بداية الأسبوع بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية توقعات الطلب لعامي 2024 و2025.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:08 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:08 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.15%، لتصل إلى 74.33 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.20%، لتصل إلى 70.53 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واستقر الخامان القياسيان على انخفاض أمس الأربعاء، ليغلقا عند أدنى مستوياتهما منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول للجلسة الرابعة على التوالي.
وانخفضت أسعار النفط مع تباطؤ علاوات المخاطر مع انحسار المخاوف من أن هجومًا انتقاميًا من جانب إسرائيل على إيران قد يعطل إمدادات النفط، على الرغم من استمرار عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
تحليل أسعار النفط
يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي أن أنخفاض أسعار النفط خلال الجلسات الـ4 الماضية كان متوقعًا، مع تبدد المخاوف بشأن استهداف إسرائيل منشآت النفط الإيرانية.
وقال خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة”، عبر مساحات منصة “إكس” تحت عنوان “أسعار النفط بين إسرائيل والصين” إن أيّ هجوم إسرائيلي على إيران سيكون محدودًا، وإسرائيل لن تضرب منشآت التصدير الإيرانية، لأن هناك ضغطًا شديدًا من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومن الدول الأوروبية، خوفًا من ارتفاع الأسعار، وتأزُّم المشكلة في الشرق الأوسط.
من جانبه، يقول محلل سوق في آي جي (IG)، قال توني سيكامورك “نحن نلعب الآن لعبة انتظار لأمرين، أولا، اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لتوضيح تفاصيل وحجم حزمة التحفيز المالي التي أعتقد أنها قادمة، كما ينتظر المستثمرون المزيد من التفاصيل من بكين بشأن خططها الواسعة التي أعلنتها في 12 أكتوبر/تشرين الأول لإنعاش اقتصادها المتعثر.
أعلنت الصين اليوم الخميس أنها ستوسع “القائمة البيضاء” لمشوعات الإسكان المؤهلة للتمويل وستزيد الإقراض المصرفي لمثل هذه المشروعات إلى 4 تريليون يوان (562 مليار دولار) في إطار سعيها لدعم سوق العقارات المتعثرة.
وأضاف سيكامور إن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني الأخير كان محور التركيز الرئيس الثاني للسوق، موضحًا أن كلا العاملين خلقا مخاطر تصاعدية لأسعار النفط الخام.
وفي إيران، تعمل السلطات على السيطرة على تسرب نفطي قبالة جزيرة خرج، حسبما ذكرت وكالة أنباء إيرنا الإيرانية أمس الأربعاء.
وقال محللو إيه إن زد: “يبدو أن الأمر لا علاقة له بالحرب مع إسرائيل، لكنه لفت الانتباه إلى منشآت تصدير النفط الإيرانية”.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات معهد النفط الأميركي أمس الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام والوقود انخفضت الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بتراكم مخزونات الخام.
وتراجعت مخزونات الخام بمقدار 1.58 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر/كانون الأول، فينا انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 5.93 مليون برميل، وهبطت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 2.67 مليون برميل.
وقدر 10 محللين استطلعت وكالة رويترز آراءهم في المتوسط أن مخزونات الخام ارتفعت بنحو 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر/كانون الأول.
وقال محللو إيه إن زد: “أي علامات على ضعف الطلب في تقرير المخزونات الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة يمكن أن تضع المزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط”.
وستصدر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، بياناتها في الساعة 03:00 مساءً بتوقيت غرينتس (06:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) اليوم الخميس.
وتلقت أسعار النفط دعمًا من توقعات خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى اليوم الخميس، وهو أول خفض متتالي لأسعار الفائدة منذ 13 عاما.