ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، مسجلة استقرارا على نطاق واسع خلال الأسبوع، بعد أن ساعد تعهد “أوبك +” بخفض الإنتاج في تهدئة القلق من نمو الطلب.
وبحلول الساعة 09:32 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا، أو 0.5 في المائة، إلى 76.32 دولار للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 34 سنتا، أو 0.5 في المائة، إلى 71.63 دولار للبرميل.
وانخفض الخامان القياسيان نحو دولار أمس الأول، معوضين بعض خسائرهما التي تجاوزت في وقت سابق ثلاثة دولارات. وارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من الأسبوع، لكن المكاسب تقلصت بعد ارتفاع مخزونات الوقود الأمريكية وبيانات ضعيفة عن الصادرات الصينية، وفقا لـ”رويترز”.
وطغت المخاوف بشأن انتعاش الطلب على الوقود ببطء في الصين على التوقعات بشح المعروض وزيادة الطلب على النفط مع دخول الولايات المتحدة موسم العطلة الصيفية.
ورغم أن التعافي الاقتصادي الصيني أبطأ من المتوقع، تمكنت الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، من الحفاظ على الزخم الاقتصادي.
وساعد نشاط المصانع القوي على زيادة استهلاك الوقود في الهند في أيار (مايو)، ما رفع مبيعات الديزل إلى مستوى قياسي.
وزادت واردات الهند من النفط الروسي 19 ضعفا في 2022 عن العام السابق، لتصل إلى 41 مليون طن، وسمح نمو حجم الصادرات لروسيا بأن تصبح أكبر مورد للنفط للدولة الواقعة في جنوب آسيا.
ومقارنة بـ2021، زادت شحنات النفط إلى الهند العام الماضي 19 مرة، لتصل إلى 41 مليون طن، في حين نمت صادرات الفحم ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 20 مليون طن.
وبلغت صادرات المنتجات البترولية إلى الهند في 2022 نحو 6.2 مليون طن مقابل 3.1 مليون طن في 2021.
وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية في راكوتن سيكيوريتيز، “يبدو أن السوق لا تزال مرتابة إزاء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران”.
وقال إن هناك ضغوطا صعودية ونزولية على الأسعار، وسط مخاوف من نقص المعروض وتوقعات ارتفاع الطلب مع دخول الولايات المتحدة موسم القيادة، التي طغت عليها مخاوف بشأن زيادة أسعار الفائدة الأمريكية وتباطؤ انتعاش الطلب على الوقود في الصين.
ونفت الولايات المتحدة وإيران الخميس التقرير الذي يفيد بأنهما تقتربان من إبرام اتفاق مؤقت تكبح طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات بما يشمل السماح لها بتصدير ما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا.
ولكن بعض المحللين يقولون إن أسعار النفط قد تزيد إذا لم يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في 13 و14 حزيران (يونيو).
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين ارتفعت 2.7 مليون برميل خلال أسبوع الماضي، وهو ما يزيد على توقع المحللين ارتفاعا 880 ألف برميل. وزادت مخزونات نواتج التقطير نحو 5.1 مليون برميل خلال الأسبوع، متجاوزة توقع المحللين ارتفاعا 1.3 مليون برميل.
وأثارت الزيادة الأكبر من المتوقع في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة مخاوف حيال الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، خاصة أن السفر كان من المنتظر أن يزداد أكثر خلال عطلة يوم الذكرى. في غضون ذلك، تراجعت مخزونات الخام الأمريكية 451 ألف برميل خلال الأسبوع، بينما توقع المحللون ارتفاعا بمقدار مليون برميل.
وتضخ “أوبك +”، التي تضم دول منظمة أوبك وحلفاء من خارجها بقيادة روسيا، نحو 40 في المائة من إجمالي الخام العالمي.
وخفضت “أوبك +” إجمالي الإنتاج المستهدف لـ2024 ومددت الدول التسع المشاركة تخفيضات نيسان (أبريل) الطوعية حتى نهاية العام المقبل.
وقالت مصادر في المنظمة إن المستويات المستهدفة الجديدة للإنتاج لأنجولا ونيجيريا لا تزال أعلى مما يمكن للدولتين فعليا ضخه ويعني أنهما لن تضطرا لتنفيذ أي عمليات خفض على أرض الواقع. وكذلك تجنبت روسيا، التي تظل صادراتها قوية رغم العقوبات الغربية، الاضطرار لتنفيذ مزيد من خفض الإنتاج.
ومع ذلك فإن كل تلك الدول المنتجة ستستفيد إذا تمكنت من الحفاظ على مستوى الإنتاج كما هو أو ضخت ما يزيد عنه قليلا.
وارتفعت أسعار النفط قليلا بعد خطة خفض الإنتاج، وتم تداول خام برنت عند مستوى أعلى من 77 دولارا للبرميل الخميس.