ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية مع استعداد المتداولين للانتخابات الأميركية والبيانات الاقتصادية الرئيسية التي ستحدد مسار القرار التالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تستعد الأسواق لاحتمالية عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث تظهر معظم الاستطلاعات الكبرى أنه يخوض سباقا متقاربا مع نائبة الرئيس كامالا هاريس. شهدت شركات العملات المشفرة ارتفاعاً، وارتفع سعر بتكوين متجاوزا 70,000 دولار لأول مرة منذ يونيو، حيث يُنظر إلى الرئيس السابق على أنه داعم للعملات المشفرة.
فوز ترمب
سيكون فوز ترمب أكثر فائدة للأسهم وبتكوين مقارنة بمنافسته الديمقراطية، بينما ستؤدي رئاسة هاريس إلى تخفيف طفيف في تكاليف الإسكان، وفقا لاستطلاع رأي أجرته “بلومبرغ ماركتس لايف”. ويرى حوالي 38% من المشاركين في الاستطلاع أن الأسهم ستسجل تسارعا بعد عام إذا فاز المرشح الجمهوري، مقارنة بـ 13 % في ظل حكم الحزب الديمقراطي.
تتزايد فرص فوز ترمب، و”يُعتبر ذلك جيدا للأسواق الأميركية على المدى القصير”، حسبما قال فيليب وول، رئيس إدارة المحافظ في “رايليانت غلوبال أدفايسرز”. وأضاف “سيزداد العجز، وسيعود التضخم، وقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ في وتيرة تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. كل ذلك سيؤدي إلى ضغط صعودي على الدولار، مما سيكون عبئاً على الاقتصادات الأخرى في جميع أنحاء آسيا”.
يُتوقع أن يكون الأسبوع الحالي مزدحما بالنسبة للمستثمرين مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية، إذ قد تساعد الأرباح الشركات والبيانات الاقتصادية في توجيه اتجاه السوق على المدى القصير. وقبل أيام قليلة من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لمناقشة الإيقاع المناسب لتخفيضات أسعار الفائدة، من المقرر أن تشير البيانات قوة كامنة في الاقتصاد الأميركي وتباطؤاً مؤقتاً في نمو الوظائف.
ينتظر المستثمرون نتائج الشركات التي تمثل 42 % من القيمة السوقية لمؤشر “إس أند بي 500″، بما في ذلك العديد من الشركات الكبرى مثل “أبل” و”مايكروسوف”، و”ميتا”.
انتعاش الين
قالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيات الاستثمار في “ساكسو ماركتس” : “التركيز على المدى القصير يتجه نحو أرباح الشركات العملاقة التي تبدأ اليوم مع غوغل التابعة لألفابت”، وأضافت “لا تزال هناك توقعات بأن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي سيتواصل، مما قد يعني استمراره كدافع كبير لزخم الأسهم بشكل عام”.
في أسواق العملات، تعزز الين بعد أن وعد رئيس الوزراء الياباني شغيرو إيشيبا باستعادة الاستقرار السياسي في محاولة للحفاظ على السلطة، بعد فشل ائتلافه الحاكم في الفوز بأغلبية في مجلس النواب.
ينتظر المتداولون أيضا قرار السياسة النقدية لبنك اليابان، المقرر صدوره لاحقاً هذا الأسبوع. وأظهرت البيانات أن سوق العمل في اليابان قد انكمشت في سبتمبر، مما يدل على ضغط مستمر على الشركات لرفع الأجور قبل اجتماع بنك اليابان.
استقر مؤشر الدولار، بينما انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد أن ارتفعت في الجلسة السابقة وسط ضعف الطلب على مزادين أقيما لبيع أدوات الدين الحكومية.
في الوقت نفسه، انتهت إدارة بايدن من وضع قيود على الاستثمارات التي يقوم بها الأفراد والشركات الأميركية في التكنولوجيا المتقدمة في الصين، بما في ذلك أشباه الموصلات والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن المستثمرين سحبوا الأموال من صناديق الاستثمار المتداولة التي تشتري الأسهم الصينية الأسبوع الماضي، مما أنهى سلسلة من التدفقات الداخلة، إذ لم تفشل أحدث تدابير التحفيز في إقناع المستثمرين.
أخبار الشركات
في أخبار الشركات، ارتفعت أسهم شركة “نيبون بينت هولدينغز”. بنسبة تصل إلى 24 %، وهي أكبر زيادة في يوم واحد خلال 24 عاما، في تداولات طوكيو المبكرة. وأعلنت الشركة اليابانية عن خطط لشراء شركة تصنيع المواد الكيميائية العالمية “إيه أو سي” مقابل 2.3 مليار دولار.
من المقرر أن يعلن بنك “إتش إس بي سي” عن أرباح الربع الثالث يوم الثلاثاء، مع توقع أن تتركز الأنظار على ما سيقوله البنك حول إعادة هيكلته الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، سيتطلع المتداولون للحصول على توجيه بشأن خطط جمع الأموال لشركة “أداني إنتربرايزيس”، وأداء وحدات تداول الفحم والمطارات عندما تقدم الشركة الرائدة في مجموعة “أداني” تقارير أرباحها الربع سنوية.
في مجال السلع، استقر النفط بعد أن انخفض بنحو 6 % يوم الاثنين، وهي أكبر خسارة له منذ أكثر من عامين، حيث ركزت الأسواق على احتمالات تراجع التوترات في الشرق الأوسط والبيانات الاقتصادية الأميركية القادمة، بينما ارتفع سعر الذهب بنسبة طفيفة.