قال مدير المكتب الإعلامي في جهاز تنفيذ وإدارة النهر الصناعي في ليبيا، صلاح الساعدي، لـ”العربي الجديد”، إن البلاد خسرت مليون متر مكعب من المياه الجوفية التي ذهبت إلى الصحراء والوديان نتيجة عمليات تخريب جرت بخطوط نقل الماء في منطقة أجدابيا، وسط البلاد.
وأضاف بأن الوضع النهائي للأنابيب لا يزال في مرحلة التقييم والدراسة.وأوضح الساعدي أن فريق إدارة النهر الصناعي يعمل حاليًا على ضخ المياه إلى بنغازي بحجم 200 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وهي أقصى كمية ممكنة خلال هذه الفترة.
ويبلغ عدد سكان بنغازي الواقعة شرق البلاد مليون نسمة حسب آخر إحصائيات لمصلحة الأحوال المدنية بخلاف العرب والأجانب.
وأوضح الساعدي أنه عقب سحب المياه من الأنابيب اتضح من الكشف الظاهري للخط أن الأضرار لحقت بأنبوب واحد فقط، وينتظر نتيجة الكشف على خط الأنابيب من الداخل. وأضاف الساعدي أنه في حال كان الضرر في أنبوب واحد فان الزمن التقديري لإصلاحه يستغرق فترة تراوح بين يومين وشهر.
وفجر يوم الخميس الماضي، وقع انفجار في خط مياه “أجدابيا – الزويتينة”، وعلى إثره قرر النائب العام المستشار الصديق الصور، إجراء تحقيق لمعرفة أسباب الحادث الذي تسبب في غرق مزارع، وهدر كميات من المياه، وذلك قبل أن يعلن جهاز النهر الصناعي السيطرة على التسرب.
وليبيا بلد محدود الموارد المائية بشكل كبير، تشكل الصحراء القاحلة 90% من مساحته المقدرة بنحو 1.8 مليون كيلومتر مربع. وبدأت قصة النهر الصناعي حين اكتشفت شركات التنقيب عن البِترول مخزوناً هائلاً من المياه الجوفية بمناطق الجَنُوب الشرقي والجنوب الغربي.
وبدأ مشروع النهر الصناعي العظيم في جلب المياه من جَنُوب ليبيا إلى شمالها عبر ضخ المياه الجوفية من وَسَط الصحراء عبر أربعة أنابيب عملاقة يبلغ قطر الواحد منها أربعة أمتار بكلفة ناهزت 30 مليار دولار.
وتمتد الأنابيب من حقول آبار واحات الكفرة والسرير في الجَنُوب الشرقي وحقول آبار حوض فزاني وجبل الحساونة في الجنوب الغربي، حتى تصل إلى جميع المدن الليبية.