ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الخميس، بعد أن سجلت نظيراتها الأميركية مستوى قياسياً جديداً، وذلك قبل صدور بيانات التضخم التي قد تحدد موقف تخفيف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة.
صعدت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والصين. وجاءت المكاسب في أسواق هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين بعد الإعلان عن تفاصيل أداة السيولة الجديدة من بنك الشعب الصيني التي يمكن للمستثمرين المؤسسيين استخدامها لشراء الأسهم، وهي أداة تم الكشف عنها في البداية الشهر الماضي. وامتدت المكاسب في الصين بعد تداولات متقلبة تضمنت أكبر انخفاض لمؤشر الأسهم الرئيسي في البر الرئيسي منذ أكثر من أربع سنوات يوم الأربعاء.
استقرت عوائد سندات الخزانة في التداولات الآسيوية بعد ارتفاعها في نيويورك يوم الأربعاء. ولم يشهد مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري تغيراً كبيراً بعد ارتفاعه في ثماني جلسات سابقة. كما استقر الين الياباني أمام الدولار بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ منتصف أغسطس عند حوالي 149 ينا للدولار، الأربعاء. وارتفعت العقود الآجلة لسندات كوريا الجنوبية بعد الإعلان عن إدراجها في مؤشر سندات الحكومة العالمية من مجموعة “إف تي إس إى راسل” (FTSE Russell).
لم تظهر علامات كبيرة على دعم إضافي للاقتصاد والأسواق المالية في الصين، مما يشير إلى استمرار التذبذبات في أسواق الأسهم الصينية. وانخفض مؤشر التقلبات في هونغ كونغ بشكل طفيف، الأربعاء، لكنه لا يزال أعلى من المتوسطات التاريخية. ومن النقاط الرئيسية للمستثمرين حالياً هو ما إذا كان سيكون هناك المزيد من التحفيز المالي أم لا. وأعلنت السلطات أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي حول هذا الأمر في نهاية الأسبوع.
قالت يوتينغ شاو، الخبيرة الاستراتيجية في الأسواق العالمية في “ستيت ستريت غلوبال ماركتس” (State Street Global Markets)، عبر تلفزيون “بلومبرغ”: “هناك بالتأكيد الكثير من التفاؤل والأمل قبل الاجتماع حول وضوح السياسة المالية”. وأضافت أن المواضيع الأوسع المتعلقة بتخفيض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة والدعم الرسمي للاقتصاد الصيني ستعمل كعوامل داعمة لمعنويات المخاطرة. وتابعت: “أي وضوح من الصين سيضيف دعماً إضافياً”.
وزارة المالية الصينية تواجه تحدياً لإقناع السوق بأن سياسة التحفيز المالي ستعود بقوة أكبر، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي سيعقد يوم السبت، وفقاً لـ”مورغان ستانلي”.
في مكان آخر في آسيا، حققت شركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” زيادة أفضل من المتوقع بنسبة 39% في الإيرادات الفصلية يوم الأربعاء. والأسواق مغلقة في تايوان يوم الخميس.
في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر “إس آند بي 500″بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى له هذا العام للمرة الـ44، بفضل ارتفاع أسهم التكنولوجيا. وصعدت أسهم شركة “أبل” بنسبة 1.7%. وتوقفت أسهم “إنفيديا” عن صعودها لمدة خمسة أيام، بينما تراجعت “تسلا” قليلاً قبيل إطلاق سياراتها “روبوتاكسي”، كما انخفضت أسهم شركة “ألفابت” بنسبة 1.5% بعد تقارير عن احتمال تفكيك “غوغل” في قضية تاريخية لمكافحة الاحتكار ضد شركات التكنولوجيا الكبرى.
قالت سوليتا مارسيللي، رئيسة قسم الاستثمار في الأميركتين لدى “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” (UBS Global Wealth Management)، إن المكاسب في قطاع التكنولوجيا تعكس ضعفاً سابقاً يمثل فرصة شراء جذابة. وأضافت: “نظل متفائلين بشأن قطاع التكنولوجيا وكذلك التوقعات للذكاء الاصطناعي. ونعتقد أن التقلبات يجب استغلالها لبناء تعرض طويل الأجل للذكاء الاصطناعي”.
من المتوقع أن تظهر بيانات أسعار المستهلك الأميركي التي ستصدر في وقت لاحق يوم الخميس اعتدال التضخم بشكل أكبر، مما يدعم التيسير المتوقع من بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة. على الرغم من ذلك، تشير أسعار السوق إلى أن احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى أمر غير وارد بعد تقرير الوظائف القوي الذي صدر الأسبوع الماضي.
تحركت الأسواق، بالكاد، يوم الأربعاء، بعد محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي أظهر أن جيروم باول واجه بعض الاعتراض على خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة في سبتمبر، حيث فضل بعض المسؤولين تخفيضا أقل.
وقال ديفيد راسل من شركة “تريد ستايشن” (TradeStation): “يتفق صناع السياسات على أن التضخم يتلاشى ويرون ضعفاً محتملاً في نمو الوظائف”. وأضاف: “هذا يُبقي تخفيضات أسعار الفائدة أمراً مطروحاً إذا دعت الحاجة لذلك. خلاصة القول هي أن باول قد يدعم السوق مع اقتراب نهاية العام”.
من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% في سبتمبر، وهو أقل ارتفاع منذ ثلاثة أشهر. مقارنةً بالعام السابق، من المحتمل أن يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 2.3%، وهو التباطؤ السادس على التوالي، وأبطأ معدل منذ أوائل عام 2021. أما المؤشر الذي يستثني فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، والذي يقدم نظرة أفضل للتضخم الأساسي، فمن المتوقع أن يرتفع بنسبة 0.2% عن الشهر السابق و3.2% مقارنةً بشهر سبتمبر 2023.
قال ماثيو ويلر من “سيتي إندكس”، و”فوركس دوت كوم”: “قرار الاحتياطي الفيدرالي بتحويل تركيزه من التضخم إلى سوق العمل يعني أن بيانات التضخم، قد تصبح أقل تأثيراً على السوق مما كانت عليه”.
وأضاف: “على الرغم من ذلك، قد تؤدي قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لهذا الشهر إلى تقلبات في السوق بعد تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة، مما يشير إلى احتمال تجدد مخاطر التضخم”.
في غضون ذلك، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إنها تتوقع أن يستمر البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة هذا العام لحماية سوق العمل. وأضافت “دالي” يوم الأربعاء: “أعتقد أن خفضين إضافيين هذا العام، أو خفضا واحداً، يعكسان ما هو محتمل”، في إشارة إلى إمكانية إقرار تخفيض بمقدار ربع نقطة مئوية مرة أو مرتين.
في أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف مع زيادة المخزونات الأميركية، بينما ظلت أسعار الذهب مستقرة يوم الخميس بعد تراجعها خلال الجلسات الست السابقة.