قال رئيس اتحاد الفلاحين في ليبيا، أحمد بوحلالة، إن إنتاج بلاده من الحبوب تراجع إلى مستويات قياسية هذا العام،.
وشرح لـ”العربي الجديد” أن الإنتاج ضئيل جداً، نظراً لتوقف دعم الزراعة وغلاء الأسمدة والمستلزمات الزراعية، فضلاً عن مشكلات التسويق، ما تسبب في عزوف عدد من الفلاحين عن زراعة الحبوب.
وأكد مدير التخطيط في هيئة الحبوب أحمد السنوسي أن الإنتاج ضعيف جداً هذا العام ويغطي جزءاً قليلاً من الاستهلاك المحلي.
وقال لـ “العربي الجديد” إن تقديرات الإنتاج لا تتعدى في أفضل الأحوال 30 ألف طن، لافتاً إلى غياب الإحصائيات والبيانات الحكومية حول الإنتاج، وعدم اهتمام الدولة بإنتاج الحبوب الذي يشكل أساس الأمن الغذائي للبلاد.
وحول المشروعات الحكومية قال إنها متوقفة منذ عام 2011، وعلى سبيل المثال فإن مشروعي مكنونة وبلجوج يعتبران من أكبر المشروعات الزراعية في البلاد، والآن توقفا عن العمل بسبب الإهمال وسوء الإدارة.
وفي سياق متصل، أوضح رئيس جمعية فزان للحبوب، عثمان الطاهر، أن إنتاج مناطق الجنوب الليبي ضعيف هذا العام لعدة أسباب، أولها ارتفاع سعر صرف الدينار مما تسبب في زيادة كلفة المستلزمات الزراعية واليوريا، فيما الدعم للفلاح توقف منذ عام 2015.
وقال لـ “العربي الجديد” إن المزارع بحاجة إلى الدعم بالبذور وشراء المحصول من قبل المطاحن.
وتستهلك ليبيا، البالغ عدد سكانها نحو 8.6 ملايين مواطن، نحو 1.3 مليون طن من الحبوب سنويا، وما يقرب من 105 آلاف طن شهريا.
وتستورد ليبيا غالبية القمح اللين من الخارج، والباقي يغطى من الإنتاج المحلي.
ويبلغ استهلاك ليبيا في العام، 100 ألف طن من القمح الصلب. وحسب تقارير رسمية، تبلغ الأراضي الصالحة للزراعة في ليبيا، نحو 3.6 ملايين هكتار (الهكتار = 10000 متر)، تعادل 2.07% من إجمالي مساحة البلاد.
ويوجد ما يقرب من 100 ألف مزارع. وحققت ليبيا اكتفاء ذاتيا في إنتاج القمح الصلب، خلال فترات سابقة، ولكن الأمور تبدلت بعد إجراءات التقشف. وأعلن مصرف ليبيا المركزي عام 2015 وقف الدعم للمزارعين من الأعلاف والسماد واليوريا.
كما أوقف شراء إنتاجهم من الشعير والقمح، وترك التسويق للعرض والطلب في السوق المحلي، ما أثر سلباً على هذا القطاع وفاقم من الأوضاع المعيشية للمزارعين. في منطقة أوباري في الجنوب الليبي، قال المزارع الضاوي الدردير لـ”العربي الجديد” إن المزارع يعاني من العديد من المشكلات، أهمها غلاء المستلزمات الزراعية ومشكلات الحصاد وتسويق المنتج.
وأشار إلى ظروف صعبة يكابدها المزارع الليبي، منها غياب الحكومة عن الدعم أو توفير القروض الزراعية، فضلا عن الغلاء المتزايد. وشرح المحلل الاقتصادي عادل المقرحي أن ليبيا تستورد أكثر من 95% من احتياجها من الحبوب، فيما لا يتم توفير مخزون استراتيجي من هذه السلعة في الوقت الحاضر، مع انتهاء حقبة الاكتفاء الذاتي في ظل عدم الاهتمام من الحكومات بالأمن الغذائي، ولا بدعم القطاع الزراعي رغم الحاجة إلى تطويره.