أزمة وقود حادة تشهدها مناطق الجنوب الليبي. فخلال الأيام القليلة الماضية ارتفع سعر لتر “البنزين” بنحو 50 مرة مقارنة بسعره الرسمي، بينما تمتد طوابير السيارات أمام محطات الوقود لعشرات الأمتار، حيث يلقي الأهالي والمسؤولون باللوم على ظاهرة التهريب في استفحال المشكلة.
خلال آخر شهر ونصف الشهر، توجه بلدية أوباري “استغاثة” مستمرة لكن دون جدوى، حيث ارتفع سعر لتر البنزين إلى سبعة دنانير، أي يحتاج صاحب السيارة إلى دفع نحو 450 دينارا لملء خزان سيارته، بينما لا تتجاوز التكلفة عشرة دنانير في المدن شمالا، كما يشرح عميد المجلس البلدي، أوباري أحمد ماتكو.
تدعم ليبيا المحروقات بمختلف أنواعها، حيث يباع لتر “البنزين” المدعم بسعر 0.15 دينار، ويعد الأرخص في العالم، لكن المناطق النائية تعاني ظاهرة التهريب التي تتسبب في تسرب الوقود إلى دول الجوار أو السوق السوداء.
رغم تكثيف الجهود الأمنية التي استهدفت السوق السوداء بعد المأساة التي شهدتها بلدية بنت بية، فإن المشهد لم يتبدّل كثيرا منذ ذلك الحين، فما زال المواطنون يضطرون إلى اللجوء لتلك السوق، ويشترون من “التجار” برميل الوقود بسعر يتراوح بين 180 و200 دينار، وفق ماتكو.
في أوت من العام الماضي، شهدت بلدية بنت بية حادثا مؤسفا بعدما تدافعوا على إحدى الشاحنات المقلوبة التي كانت تنقل الوقود المهرّب على الطريق الرابط بين سبها وأوباري، وخلال محاولتهم أخذ كميات من شحنتها وقع انفجار أودى بحياة 23 شخصا وإصابة العشرات.
طوابير في سبها
في سبها، تعج شوارع المدينة الأكبر في إقليم فزان بالسيارات المتوقفة في طوابير على أمل الحصول على كمية كافية من الوقود، وهو وضع لم يطرأ عليه أي تغيير كما يشير الناطق باسم المجلس البلدي سبها، أسامة الوافي.
رغم استقرار وصول الإمدادات إلى مستودع المدينة النفطي خلال الفترة الماضية، مقارنة بالأعوام السابقة، فإن الظاهرة مستمرة، كما يوضّح الوافي، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن كفاية المخصصات من المحروقات لمدن الجنوب.سبها، تعج شوارع المدينة الأكبر في إقليم فزان بالسيارات المتوقفة في طوابير على أمل الحصول على كمية كافية من الوقود، وهو وضع لم يطرأ عليه أي تغيير كما يشير الناطق باسم المجلس البلدي سبها، أسامة الوافي.
رغم استقرار وصول الإمدادات إلى مستودع المدينة النفطي خلال الفترة الماضية، مقارنة بالأعوام السابقة، فإن الظاهرة مستمرة، كما يوضّح الوافي، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن كفاية المخصصات من المحروقات لمدن الجنوب.
في الأجواء الحارة، يقف المواطنون لساعات في طابور يبدأ منذ السادسة صباحا، وفي النهاية قد لا يتمكنون من الحصول على الوقود، الذي يجدونه متاحا في السوق السوداء بسعر يصل إلى 250 دينارا للبرميل، كما يقول المواطن من سبها، صالح بكتة.
يطالب أهالي المدينة بفتح محطات الوقود على مدار اليوم، ومراعاة المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يقدرون على الانتظار لساعات طويلة في ظل الأجواء الحارة الحالية، مع التشديد على المحطات لإنهاء عمليات التهريب وسرقة الوقود المدعم، كما يقول بكتة.
تهريب الوقود إلى دول الساحل
وفي تقرير صادر في جوان الماضي، كشفت منظمة الأمم المتحدة وصول الوقود الليبي المهرّب إلى دول الساحل الإفريقي، حيث يباع اللتر بـ1.94 دولار.
قال رئيس وحدة الأبحاث والتوعية في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجرائم فرانسوا باتويل، إن تهريب الوقود في منطقة الساحل يموّل الجماعات المسلحة والإرهابية، وأيضا مسؤولين أمنيين فاسدين، كما أن الطلب عليه مرتفع بين السكان.
المصدر: سكاي نيوز عربية