أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداء، لجمع أموال تزيد على 71 مليون دولار من أجل تأمين مساعدة فورية لنحو 250 ألف شخص في ليبيا، هم الأكثر تضررا جراء الفيضانات التي نتجت عن العاصفة “دانيال”، محذرا من وضع “كارثي”.
وقدرت الهيئة عدد المتضررين مباشرة من الكارثة بنحو 884 ألف شخص، حسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى خشية السلطات الليبية أن تكون الحصيلة البشرية فادحة، وسط خسائر هائلة في المدينة التي كانت يعد سكانها بمئة ألف نسمة قبل الكارثة. في حين أفاد وزراء في الحكومة المكلفة من مجلس النواب بأعداد متضاربة، لكنها تتخطى جميعها 2600 قتيل، بينما يعد المفقودون بالآلاف.
جثث في كل مكان
ويقول سكان في درنة إن مئات الجثث لا تزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة. كما جرفت المياه بعض الجثث.
وروى عبدالعزيز بوسمية (29 عاما)، الذي نجا من الفيضانات: «كانت المياه تحمل وحولا وأشجارا وحطاما من الحديد، وعبرت كيلومترات قبل أن تجتاح وسط المدينة، وتجرف أو تطمر كل ما كان على طريقها».
وأضاف بتأثر في حديثه إلى «فرانس برس»: «فقدت أصدقاء وأقرباء، منهم من طمروا تحت الوحل، ومنهم من جرفتهم المياه إلى البحر»، مقدرا أعداد القتلى بـ10% من سكان المدينة.
ورأى أن السلطات الليبية لم تتخذ التدابير الضرورية لتدارك الكارثة، بل اكتفت بإصدار تعليمات إلى السكان بلزوم منازلهم، تحسبا للعاصفة «دانيال» التي ضربت تركيا وبلغاريا واليونان، قبل أن تصل الأحد إلى ليبيا.
درنة تواجه أزمة
وأعلن منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الأربعاء، تخصيص عشرة ملايين دولار من صندوق طوارئ لضحايا الفيضانات، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة نشرت على الأرض «فريقا كبيرا، لدعم الاستجابة الدولية وتمويلها».
من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه باشر تقديم مساعدة غذائية لأكثر من خمسة آلاف عائلة نزحت بسبب الفيضانات، موضحا أن آلاف العائلات في درنة «بلا طعام ولا مأوى».
ووعدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإرسال مساعدات. بينما باشرت فرق إسعاف أجنبية العمل، بحثا عن أي ناجين محتملين.
تفادي الخسائر البشرية كان ممكنا
ورأى الأمين العام للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، الخميس، أنه لو جرى التنسيق بشكل أفضل لـ«كان بالإمكان إصدار إنذارات، ولكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكّنت من إجلاء السكان، ولكنّا تفادينا معظم الخسائر البشرية».
وأوضح للصحفيين في جنيف أنّ سنوات من النزاع في ليبيا «دمرت إلى حد كبير شبكة الأرصاد الجوية والأنظمة المعلوماتية».