يمثل حقل آمال مكونًا بارزًا في قطاع النفط في ليبيا، إحدى أكبر الدول المنتجة للخام في القارة الأفريقية والعضوة بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
ويقع الحقل في منطقة الواحات بالقرب من واحة أوجلة جنوب شرقي البلاد، وهو أهم حقول حوض سرت الجيولوجي.
ويشكل قطاع النفط والغاز المصدر الرئيس لإيرادات الدولة في ليبيا، كما يمثل نحو 90% من نشاطها الاقتصادي.
معلومات عن حقل آمال
يمتلك حقل آمال شركة الهروج للعمليات النفطية (harouge) وهي مشروع مشترك يضم كلًا من المؤسسة الوطنية للنفط وشركة سنكور إنرجي الكندية (Suncor Energy).
وتتولى إدارة الحقل أيضًا شركة الهروج التي تعدّه أكبر وأهم حقولها، ويمتد على مساحة كبيرة تصل إلى نحو 4 آلاف و200 كيلومتر مربع.
وعلاوة على أهميته لإنتاج النفط في ليبيا، يخدم حقل آمال مشغلي حقول النفط الآخرين بالمنطقة في تخزين ونقل الخام إلى ميناء راس لانوف.
اكتُشف الحقل في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1959، ويضم امتياز الهروج 8 مكامن مختلفة على عمق يتراوح بين ألفين و300 متر و12 ألف متر، بحسب بيانات الحقل المنشورة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة الهروج.
وبسبب تباين الأعماق وخصائص النفط والتحديات التشغيلية المصاحبة، تستعين الشركة بتقنيات استخراج مختلفة في المنطقة.
استخرجت 99.56% من الاحتياطيات الإجمالية القابلة للاستخراج في حقل آمال النفطي وبلغ ذروة إنتاجه في عام 1970.
وبناء على تقديرات اقتصادية، سيواصل الحقل إنتاج النفط لحين وصوله إلى حده الأقصى في عام 2027، وفق منصة “أوفشور تكنولوجي” (offshore-technology).
والحد الأقصى هو مرحلة في عمر الحقل تقل فيها الإيرادات عن تغطية التكاليف التشغيلية للشركة المطورة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
يجاوز الحقل 10 امتيازات أخرى تديرها شركات الخليج العربي للنفط (Gulf Oil) وشركة “فينترسال ليبيا المحدودة” (Wintershall Libya Ltd) وشركة الزويتينة للنفط (Zueitina).
ويبعد “راس لانوف” 650 كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة طرابلس، ويستقبل النفط من حقول الجنوب عبر خطوط الأنابيب ثم يُصدّر الإنتاج إلى السوق الخارجية.
وبجوار الميناء، يُضخ إنتاج حقل مسلة النفطي عبر خط أنابيب قطره 30 بوصة إلى مصفاة شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز (راسكو).
احتياطيات حقل آمال
اكتُشِف النفط في حقل آمال خلال نوفمبر/تشرين الثاني 1959 في البئر بي 1 (B1) بامتياز 12، في الجزء الشرقي من حوض سرت، وبدأ الإنتاج منه في 1966.
وتبلغ مساحة الحقل حاليًا أكثر من 100 ألف فدان ويمتد من الشمال إلى الجنوب لمسافة 30 ميلًا ومن الشرق إلى الغرب لمسافة 10 أميال تقريبًا.
وحُفرت 81 بئرًا في حقل آمال 76 منها منتجة، وحُدِّد التكوين الخارجي للخزان الإجمالي في الشمال والجنوب الشرقي، إذ يبلغ سمك عمود النفط الإجمالي 600 قدم في المناطق الأكثر ملاءمة.
ويقدر إجمالي احتياطي النفط الخام في حقل آمال بنحو 2.5 مليار برميل، في حين تصل احتياطيات الحقل والمربعات القريبة منه إلى نحو 5 مليارات برميل.
ويضخ حقل آمال إنتاجه اليومي إلى ميناء راس لانوف مباشرة عبر خزان إستراتيجي في الحقل، إذ يُجمَّع إنتاج الحقل فيه قبل أن يتوجه إلى راس لانوف.
ويبلغ متوسط إنتاج حقل آمال بين 35 ألفًا و40 ألف برميل يوميًا، ويعد أكبر حقول شركة الهروج الـ5 التى تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 100 ألف برميل يوميًا.
شركة الهروج
يرجع إنشاء شركة الهروج للعمليات النفطية المحدودة (فيبا للعمليات النفطية سابقًا) إلى 1955، بدأت تحت اسم “موبيل ليبيا للنفط المحدودة” وخلال 2008 أُبرِمَت اتفاقتان لاستكشاف ومقاسمة الإنتاج والتشغيل بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة صن كور إنرجي أويل – شمال أفريقيا المحدودة (بترو كندا أويل للنفط شمال أفريقيا- سابقا).
ويتمثل نشاط شركة الهروج في تطوير واستغلال حقول النفط الموجودة في 5 مناطق تعاقدية على الأراضي الليبية، إذ تتوزع عمليات الشركة على 3 خطوط لنقل النفط الخام وميناء راس لانوف و5 حقول نفطية هي (آمال والفريق والغاني وتيبستي والناقة) بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف برميل يوميًا.
تخدم الهروج مجموعة من الشركات النفطية المجاورة لموقع الإنتاج (فينترسال، الخليج العربي للنفط) عبر استلام كميات النفط الخام المنتجة من حقول هذه الشركات في مرافق التخزين بحقل آمال ومزجه مع إنتاج حقل أمال ليكون خام أمنا النفطي؛ ما يجعل حقل آمال مسؤولًا عن ثلث إمدادات ليبيا النفطية إلى الأسواق العالمية.
كما يُضَخ إنتاج حقول المقاسمة التابعة لشركة الزويتينة للنفط وإنتاج حقل البيضاء التابع لشركة الخليج العربي عبر خطوط الأنابيب التي تربط حقلي الغاني وتيبستي بميناء راس لانوف ليمزج مع إنتاجهما مكونًا خام سيرتيكا النفطي.
وينقل خط الأنابيب الثالث بقطر 30 بوصة النفط الخام المنتج من حقلي مسلة والسرير التابعين لشركة الخليج العربي إلى مصفاة شركة راس لانوف.
ويتم استلام النفط الخام المنقول بوساطة خطوط الأنابيب المملوكة لشركة الهروج في مرافق التخزين بميناء راس لانوف، وتحميله للسفن عبر 4 خطوط شحن بحرية.
حقول النفط
يتسم النفط الليبي بجودة الخام من حيث الكثافة وقلة الشوائب، بالإضافة إلى القرب من الأسواق العالمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغ حجم احتياطيات النفط المؤكدة في ليبيا بنهاية 2022 نحو 48.4 مليار برميل، وفق بيانات منصة “أويل آند غاز جورنال” (Oil & Gas Journal).
كان أول اكتشاف تجاري للنفط في ليبيا بحقل زلطن عام 1959 وبدأ الإنتاج منه لأول مرة في 1961، ويُعد حقل الشرارة المكتشف في عام 1980 أكبر حقل نفط في ليبيا بطاقة 315 ألف برميل يوميًا، لكنه لم ينجُ من الاضطرابات السياسية والعسكرية ومنها محاصرة المحتجين له؛ ما أدى إلى إعلان حالة القوة القاهرة.
وتضم قائمة الحقول أيضًا الفيل والسرير والظهرة والفارغ والواحة وجالو وراجوبا.
وحقول النفط والغاز البحرية في ليبيا هي حقل البوري وهو الأكبر بإنتاج 23.5 ألف برميل يوميًا، وحقل الجرف 19 ألف برميل يوميًا، وحقل بحر السلام الذي يصل إنتاجه إلى مليار و40 ألف قدم مكعب غاز يوميًا.