أعلنت بعض شركات الشحن الكبرى أمس استئناف مرور سفنها عبر البحر الأحمر، فيما أكدت أخرى أنها ستعاود العبور تدريجيا بعد تعليقها في وقت سابق، نتيجة الهجمات. وقالت شركة ميرسك الدنماركية “إنها حددت مواعيد لمرور عشرات من سفن الحاويات في الأسابيع القليلة المقبلة”، لافتة إلى أن جدول المواعيد قد يتغير بناء على خطط طوارئ محددة قد تتم صياغتها في الأيام المقبلة، وفقا لـ”رويترز”.
كما أعلنت “سي إم آ سي جي إم” الفرنسية أن “بعض السفن عبرت البحر الأحمر”، وأنها تعتزم “أن نزيد تدريجيا عبور سفننا عبر قناة السويس”، في رسالة إلى زبائنها. من جانبها، قالت شركة هاباج لويد العملاقة للشحن، “إنها ستبقي سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، حتى بعد إطلاق قوة مهام بقيادة الولايات المتحدة، لحماية الطريق الرئيس للسفن في المنطقة”.
ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء، عن شركة الشحن متعددة الجنسيات التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها القول، “إنها ستستمر في إعادة توجيه سفنها عبر طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يمتد لآلاف الأميال”. وبينت الشركة “نقيم باستمرار الموقف ونعتزم إجراء المراجعة المقبلة يوم الجمعة”.
وتستهدف الهجمات ممرا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب بالعبور من قناة السويس، توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول قارة إفريقيا. ودفعت الهجمات بعض شركات الشحن إلى تغيير مسار سفنها في وقت سابق من ديسمبر لتأخذ طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب المنطقة.
ومما شجع شركات أخرى على العبور من المنطقة نشر عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر. وقالت مجموعة اللوجستيات العالمية يوم الجمعة 22 ديسمبر “إنها غيرت مسار ما يربو على 25 سفينة لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح الأسبوع الماضي”، ومن المرجح أن يستمر هذا العدد في النمو. وأضافت “من المتوقع إلغاء المرور بموانئ أو مناطق في مسارات السفن وارتفاع الأسعار فيما يخص عديدا من تحركات التجارة في الربع الأول من 2024”.
فيما قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية في 18 ديسمبر “إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر”. وأيضا قالت شركة إيفرجرين التايوانية لشحن الحاويات في 18 ديسمبر “إن سفنها المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة في انتظار إشعار آخر”، بينما سيتم تغيير مسار السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
في حين ذكرت مجموعة فرونت لاين لناقلات النفط ومقرها النرويج في 18 ديسمبر أن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن. كما قالت شركة الشحن النرويجية المختصة في ناقلات شاحنات السيارات في 21 ديسمبر “إن سفنها لن تمر عبر البحر الأحمر”.
أما شركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية إتش.إم.إم فقالت في 19 ديسمبر “إنها أمرت منذ 15 ديسمبر جميع سفنها القادمة من أوروبا التي عادة ما تمر من قناة السويس بأن تغير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لفترة زمنية غير محددة”.
بينما أعلنت شركة البحر المتوسط للشحن “إم.إس.سي” يوم 16 ديسمبر أن سفنها لن تمر عبر قناة السويس وأن بعضها تم تحويل مساره بالفعل إلى رأس الرجاء الصالح بعد يوم من إطلاق صاروخين باليستيين على إحدى سفنها.