سجلت مؤشرات قطاع التصنيع في معظم أنحاء آسيا نموًا قليلًا بمنتصف الربع الرابع من عام 2024، لكن التعريفات الجمركية الأمريكية الإضافية تقلل من قيمة تلك البيانات.
وقالت الخبيرة الاقتصادية البارزة بشركة (موديز أناليتيكس) للأبحاث كاترينا إيل، لصحيفة وول ستريت، إن مجموعة مؤشرات مديري المشتريات في آسيا لشهر نوفمبر تظهر أن المنطقة لا تزال متفائلة بشكل عام وتتعامل بشكل جيد مع المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المرتفعة حتى الآن.
وأضافت: “على الرغم من الإيجابية، فإن الاقتصادات الآسيوية الموجهة نحو التصدير تواجه مخاطر من التعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الواردات الأمريكية”.
وتابعت: “الاقتصادات التي تحقق فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة خاصة الصين وفيتنام لا تزال معرضة للخطر بشدة”، منوهة بأنه لم ينعكس ذلك بعد بقراءات مؤشر مديري المشتريات الصادرة اليوم، والتي استمرت في إظهار شعور العديد من المنتجين بالتفاؤل بشأن آفاقهم في العام المقبل.
وفي السياق، أشارت الصحيفة – في تقريرها – إلى أن الآمال في انتعاش المبيعات والطلب عززت توقعات الشركات الكورية الجنوبية للإنتاج لمدة 12 شهرًا، ودفعت ثقة الشركات المصنعة التايوانية إلى أعلى مستوى لها في 3 أشهر.
ولفتت إلى ارتفاع طلبات التصدير الجديدة، لتلامس أعلى مستوياتها في 4 أشهر في كوريا الجنوبية، وصعدت إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2022 في تايوان، كما ارتفعت الطلبات الجديدة في الصين، حيث ارتفعت بأسرع وتيرة منذ فبراير 2023 وسط نمو متجدد للصادرات، في حين بلغت ثقة الأعمال أعلى مستوى لها في 8 أشهر، وفقًا لمؤشر مديري المشتريات التابع لمؤسسة كايكسين، الذي جمعته شركة “ستاندرد آند بورز جلوبال”.
ووفقًا لمحللين اقتصاديين، فإن إجراءات ترامب الحمائية لن تقتصر على الصين فقط بل أن تهديدات التعريفات الجمركية هي تكتيك تفاوضي سيتم استخدامه مع آخرين أيضًا من ضمنهم فيتنام واليابان وكوريا الجنوبية، كوّنهم مساهمين رئيسيين في العجز التجاري الأمريكي، وهو المعيار الذي يلعب دورًا في تحديد أهداف التعريفات الجمركية.
من جانبها، تتوقع مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” أن كوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام ستصمد بشكل أفضل من غيرها، لكنها تتوقع أن يؤثر النمو العالمي الضعيف على قطاعات التصنيع الموجهة للتصدير في آسيا في الأمد القريب.