السرايا الحمراء أو قلعة طرابلس، من أهم معالم مدينة طرابلس في ليبيا، تعود أصولها حسب بعض المؤرّخين لمؤسسة أويا الفينيقية. بُنيت القلعة على بقايا مبنى روماني ضخم يرجّح أنه كان أحد المعابد أو الحمامات الرومانية الكبيرة.
عثرت الحفريات على بعض من الأعمدة والتيجان الرخامية الضخمة يقال إنها تعود الى القرن الأول والثاني ميلادي.
ومرّت السراي بحقبات كثيرة تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي، حيث استولي عليها حكام وممالك عدة من الرومان إلى مملكة الفاندال في القرن الرابع قبل الميلاد للرومان مرة أخرى عام 534، كما حكمها البيزنطيين فترة من الزمن، وكانت حصنا كبيرا للدفاع عن مدينة طرابلس عندما حاصرها العرب لمدة شهر قبل فتحها بقيادة عمرو بن العاص في 642 أو 643 ميلادي.
حكمها أيضا الاسبان عندما احتلوا طرابلس في القرن الخامس عشر ميلادي، واهتمو اهتماما خاصا بالأسوار والقلاع الدفاعية، ويقال بأن معظم الهيكل الخارجي الموجود للسرايا اليوم يعود إلى فترة الحكم الاسباني.
وتمت كناية السرايا بالحمراء، لأن الإسبان قامو بطلاء جدرانها الخارجية باللون الأحمر.
استولى العثمانيون على السرايا في عام 1551 ميلادي ، وقام الحاكم العثماني الأول في طرابلس “مراد آغا”، بتحويل كنيسة القديس ليونارد بالقلعة إلى مسجد، ويقال أيضًا أن القلعة قد تم طلاؤها بالمغرة الحمراء خلال تلك الفترة.
عندما استولت إيطاليا على طرابلس عام 1911، اتخذت السراي كمقر إقامة للحاكم العام الإيطالي، واجرى تغيرات كثيرة داخل السرايا انذاك، من أهمها إزالة بعض المباني الخارجية التي كانت ملاصقة لها، وشق الطريق الذي يؤدى إلى ميناء طرابلس، والأقواس الواقعة بالجانب الشمالي من سور القلعة.
عام 1919، تم تحويل القلعة إلى متحف للمرة الاولى في تاريخها، وفي عام 1942 كانت القلعة محمية من قبل الإدارة العسكرية البريطانية حيث أعادت السلطات البريطانية فتح موسع للمتحف في عام 1948، شمل مجمع المتحف الليبي متحف ما قبل التاريخ، متحف القبائل الليبية القديمة، متحف التراث الليبي في العصر البونيقي العصر اليوناني، العصر الروماني، العصر البيزنطي، متحف التاريخ الطبيعي.