الدكتور مسعود المهدى السلامي: أستاذ الاقتصاد السياسي بالجامعة

أعلنت يوم الخميس الماضي عددا من المصارف التجارية العامة وهي مصرف الجمهورية ومصرف الوحدة ومصرف شمال أفريقيا والمصرف التجاري الوطني عن اطلاق خدمة الدفع الفوري الخاصة بتحويل الأموال والدفع الفوري للمعاملات المالية بين هذه المصارف كخطوة تجريبيةأولى قبل تعميمها على كامل القطاع المصرفي العام والخاص في ليبيا.
وتأتي هذه الخطوة عقب الاجتماع الذي عقده محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير مع مدراء المصارف التجارية العامة المدكورة، وبعد المشاورات والاجتماعات المكثفة التي كان قد عقدها مصرف ليبيا المركزي مع بعتة خبراء صندوق النقد الدولي والتي افضت إلى مجموعة من التوصيات من قبل البعتة، والاتفاق على ان يبدأ المصرف المركزي في اتخاد عدة خطوات لتفعيل العمل في المصارف العاملة في ليبيا، حتى تواكب التطورات المصرفية العالمية، كما تاتي هذه المشاورات ضمن خطة مستقبلية اهم وفي إطار أوسع تهدف في النهاية إلى تفعيل دور القطاع المالي في تحريك عمل الاقتصاد الليبي من خلال مراجعة سياسة الإنفاق العام وظبطه عند معدلات يمكن التحكم فيها وقابلة للاستدامة، ومعالجة سياسة دعم المحروقات وتضخم الكادر الوظيفي والعمل على تحفيز القطاع الخاص.
وبخصوص خدمة الدفع الفوري تم الاتفاق على البدء باسقف دفع يومية واسبوعية وشهرية بالنسبة للافراد والشركات وفق القيم الآتية:
الأفراد:
_السقف اليومي 500دينار .

_السقف الأسبوعي 3000دينار
_ السقف الشهري 5000دينار.

الشركات:
_السقف اليومي 1500 دينار.
_السقف الأسبوعي 5000دينار
_السقف الشهري 10000دينار .
وكما هو معلوم، فإن العمل المصرفي في ليبيا تعرض خلال السنوات الماضية لسلسلة من الاخفاقات المتوالية والمتمتلة في :تدني مستوى الخدمات المصرفية، وتوقف خدماته عند ايداع مرتبات الزبائن في الحسابات الخاصة بهم، وشح السيولة ،وعجز المصارف على الايفاء بالتزاماتها المالية تجاه المودعين، وانتشار ظاهرة الفساد في المصارف، علاوة على انه لم يتم الارتقاء بالعمل المصرفي في ليبيا بالمستوى الذي هو عليه في الدول المتقدمة.
أهمية إطلاق خدمة الدفع الفوري
تأتي عملية إطلاق خدمة الدفع الفوري كمحاولة لتقديم خدمة مصرفية افضل من خلال تسهيل الوصول الى الخدمات المالية لجميع الأفراد والشركات والقطاعات العامة والخاصة، والاستفادة من التحول الرقمي في سهولة وصول القيمة المحولة الى حساب المستفيد في نفس اللحظة،والتقليل من عملية التحويل النقدي، ومايصاحب ذلك من اجراءات روتينية معقدة وضياع للوقت واستهلاك للجهد كما يتيح التحول الرقمي أمكانيات متكاملة تثري مايقدم للعملاء، وترتقي بتجربتهم في إطار من السرعة والسهولة والمرونة والعصرنة، كما تعزز كفاءة الأداء والشفافية والمساءلة، وتزيد القدرة التنافسية للمصارف.
والسؤال :الى اي مدى تساهم إطلاق خدمة الدفع الفوري في تفعيل عمل المصارف التجارية العامة والخاصة في ليبيا؟
من المعلوم ان المصارف الليبية التجارية العامة تعاني من سوء الادارة، وسيطرة العمل التقليدي، والنقص عملية الميكنة واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مع النقص في العناصر المدربة والمؤهلة تأهيلا عاليا بما يتوافق مع جودة العمل المصرفي، ولذلك فإن النجاح في التحول الرقمي في عمل المصارف يتوقف على مدى قدرتها على تلافي كل هذه النقائص، وتطوير منظومتها الخاصة بالعمل المصرفي، ومدى قدرتها على تعزيز القنوات والتطبيقات الإلكترونية مثل الموقع الإلكتروني والتطبيق البنكي. وتحسين عمل ادواتها الأخرى ألتي يحتاجها التحول الرقمي بصفة عامة والدفع الرقمي بصفة خاصة.