تبشّر أعمال الحفر والتنقيب عن النحاس في الأردن بنتائج إيجابية، من شأنها دعم توجهات المملكة لتعظيم عوائد قطاع التعدين بصفته أحد المحاور الرئيسة في رؤية التحديث الاقتصادي.
وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، اليوم الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، أهمية مشروع التنقيب عن النحاس في منطقة وادي عربة الذي تنفّذه الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب ضمن مذكرة التفاهم الموقّعة بين الوزارة والشركة في يونيو/حزيران 2022.
ووصف الخرابشة، خلال جولة تفقدية في منطقة المشروع بمنطقة وادي خالد جنوب ضانا، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نتائج أعمال التنقيب والحفر عن النحاس في الأردن التي تقوم بها الشركة بالإيجابية.
وقال: “وصلت نتائج تراكيز خام النحاس الى مستويات جيدة في ظل تزايد الطلب العالمي على الخام”، مشيرًا إلى أهمية العناصر المصاحبة للنحاس أيضًا، التي سيكون لها قيمة اقتصادية مهمة.
التعدين في الأردن
اطّلع الخرابشة على تقدُّم سير العمل في أعمال الشركة الاستكشافية والحفر وجمع العينات الصخرية من رواسب النحاس المتكشفة في المنطقة، التي تشمل حفر 10 آبار لبابية و ٧ حفر استكشافية.
وأشاد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني بالجهود التي تبذلها الشركة في إعداد الدراسات المطلوبة بهدف تقدير احتياطيات خام النحاس في الأردن وتحديد الجدوى الاقتصادية من استغلاله في المنطقة التي تعمل بها، تمهيدًا لإعداد دراسة الجدوى بعد إكمال برامجها الاستكشافية.
وأكد الخرابشة الاهتمام الملكي بقطاع التعدين من خلال كتاب تكليف الحكومة، والتوجيهات لمجلس الوزراء، التي جاءت منسجمة مع رؤية التحديث الاقتصادي التي عرّفت قطاع التعدين بأنه ذو قيمة صناعية عالية، وسيسهم في الناتج المحلي الإجمالي وإعادة الزخم الاستثماري للقطاع.
وتسعى إستراتيجية الثروات المعدنية لعام 2025 لرفع مساهمة قطاع التعدين في الأردن إلى 11% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعًا من 7.7% عام 2019، لتشكّل أكثر من 19% من مجموع الصادرات.
ويستهدف الأردن مضاعفة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 أمثال، مع العمل على رفع قيمة الصادرات 4 مرات، وزيادة قيمة الصادرات التعدينية لتصل إلى 5 مليارات دولار، بحلول عام 2033، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
3 شركات
لفت الخرابشة إلى وجود 3 شركات محلية وعالمية تعمل على التنقيب عن خام النحاس في الأردن، إذ وقّعت الوزارة 11 مذكرة تفاهم للتنقيب عن خامات النحاس والليثيوم والذهب والعناصر الأرضية النادرة والبوتاس الصخري والفوسفات، بالإضافة لمذكرة تفاهم جديدة يُعمَل على إعدادها مع شركة محلية لاستغلال النحاس في منطقة غور فيفا.
وكانت الوزارة قد منحت الشركة المتكاملة تمديدًا إضافيًا لمذكرة التفاهم، بعد أن تقدمت الشركة ببرنامج عمل مكثّف يغطي منطقة جديدة لاستكشاف خام النحاس في الأردن بمنطقة وادي خالد في الجزء الجنوبي من مذكرة التفاهم الحالية لتعزيز النتائج ورفع الاحتياطي الجيولوجي المقدَّر.
وأكد الخرابشة أن اعمال مشروع تعدين النحاس في ضانا تجري وفقًا للمعايير البيئية العالمية ومراعاة للاشتراطات الصارمة على عمليات التعدين في مناطق مثل ضانا، بصفتها تضم محمية طبيعية مهمة.
وبين أنه يُحَضَّر حاليا لتوقيع اتفاقية تنفيذية مع شركة سولفست للذهب والنحاس في منطقة أبوخشيبة، بعد أن أتمّت الشركة برنامجها التنقيبي، وقدّمت تقرير الجدوى الاقتصادية الأولية لمشروعها.
ولفت الخرابشة إلى أن الوزارة تتابع برامج وأعمال الشركات الموقّعة معها لتسريع عمليات التعدين المختلفة مع شركائها في القطاع الخاص.
التنقيب عن النحاس في ضانا
أوضح مدير دائرة التعدين في الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب سامر مخامرة أنه تمّ برنامج الشركة التنقيبي في المنطقة الشمالية لمنطقة التعاقد في ضانا، بوادي الجارية، منذ توقيع مذكرة التفاهم في عام 2022 بإنشاء مسارات جديدة وإعادة تأهيل المسارات القديمة في المنطقة.
وأشار إلى أن أعمال الاستكشافية شملت في المجمل 76 خندقًا، و170 حفرة، و4 أنفاق قديمة، و16 عينة سطحية، و 21 بئرًا، في حين تُستكمَل الآن أعمال التنقيب ويُنفَّذ برنامج الحفر في الجزء الجنوبي من منطقة وادي خالد، ومن المتوقع حفر 10 آبار و7 حفر استكشافية، وجمع عينات لتعزيز المعلومات والبيانات بالدراسات الجيولوجية تحضيرًا لتوقيع اتفاقية تنفيذية مع الحكومة حال تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية الأولية.
وأضاف “مخامرة” أن الشركة أكملت سابقًا إجراء اختبار العينات بمختبرات عالمية في النمسا وتركيا، حيث أظهرت النتائج وجود تراكيز في خام النحاس بـ3 مناطق بنسب أعلى من الدراسات السابقة، وفي منطقة واحدة بتراكيز أقل، ما دفع الشركة للتوسع بالجزء الجنوبي بوادي خالد لرفع كمية الاحتياطي وتعزيز نتائج التحاليل الكيميائية لتراكيز النحاس.
وأشاد المخامرة بالدعم المقدّم من وزارة الطاقة والثروة المعدنية للمشروع، بالشراكة مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن والجمعية الملكية لحماية الطبيعة وجميع الجهات الرسمية المعنية، مثمّنًا أهمية مشروع التنقيب عن النحاس في الأردن بكونه من أهم المشروعات التنقيب عن المعادن في المملكة.
وأوضح إكمال الشركة تنفيذ برنامجها التنقيبي في الجزء الشمالي من منطقه الدراسة، الذي شمل فحص أكثر من 1000 عينة من خام النحاس من آبار مختلفة وخنادق وعينات سطحية.
وأشار إلى أن التزام الشركة بالمعايير البيئية خلال عمليات التعدين والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية في منطقة ضانا، وتحت اشراف الجمعية العلمية الملكية التي تولي الاهتمام للحدّ من تلوث البيئة وانجراف التربة، والتأكيد على المستثمرين بتهيئة منطقة التعدين بعد إتمام المشروعات التي تنفّذها.
وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية قد وقّعت مذكرة تفاهم مع الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب في 1 يونيو/حزيران 2022، لاستكشاف خامات النحاس في منطقة ضانا على مساحة 78 كيلومتر مربع، وإتاحة المجال للشركة لاستكمال أعمال الاستكشاف التي قامت بها في المرحلة الأولى بين عامي 2016 و2018، وبُدِئ خلالها بالمنطقة الشمالية، بعد أن تمّ تقسيم منطقة المشروع إلى 4 بلوكات رئيسة، وما تبعها من رسم خرائط جيولوجية تفصيلية للمنطقة الشمالية.