وسط تحديات اقتصادية كبيرة، يقترع الغانيون في السابع من ديسمبر الجاري لاختيار رئيس جديد وبرلمان، فيما تراقب الأوساط الاستثمارية الانتخابات عن كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.
وتشهد غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، أزمة اقتصادية حادة أثرت على الأفراد والشركات على حد سواء، حيث أدت إعادة هيكلة الديون إلى خسائر مالية كبيرة وتفاقم الأوضاع المعيشية، مما جعل الوضع الاقتصادي محط اهتمام رئيسي للناخبين قبيل الانتخابات الرئاسية.
وتعكس هذه الأوضاع القلق الاقتصادي الذي يجتاح العديد من سكان هذا البلد، كما تمثل قضايا الوظائف والتعليم والبنية التحتية نقاطًا محورية أخرى في هذه الانتخابات.
وعانى اقتصاد غانا، من تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة العالمية.
وارتفع الدين العام في غانا من 63% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 إلى 92.7% في عام 2022، كما شهدت عملة “السيدي” الغاني انخفاضا حادا في قيمتها، بينما بلغ التضخم ذروته بأكثر من 54%، مما أثر بشدة على المستهلكين وأجبر العديد من الشركات على تقليص عملياتها، وفق ما نقلت منصة ياهو فاينانس.
وكان حجم الدين المحلي الكبير للحكومة يعني أنه لا بديل عن اللجوء إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي دون إعادة هيكلة الديون المحلية، وهو أمر وصفه الخبراء بأنه غير مسبوق في إفريقيا.
وأطلقت الحكومة عملية إعادة هيكلة للديون المحلية في ديسمبر 2022، والتي تطلبت من حاملي السندات استبدال السندات القديمة بأخرى جديدة ذات عوائد أقل واستحقاقات أطول.
ومن المتوقع أن تكون الانتخابات القادمة مواجهة بين نائب الرئيس ماهامادو باوميا، ممثل الحزب الوطني الحاكم، والرئيس السابق جون دراماني ماهاما من حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي المعارض الرئيسي.
وقال موسى دانكوا من مؤسسة “جلوبال إنفو أناليتيكس”، إن الاستطلاعات تظهر أن معظم الغانيين يعانون من أزمة غلاء المعيشة، مما يجعلها عاملًا رئيسيًا في التأثير على نتائج الانتخابات.
وأعرب بعض الناخبين عن أن معاناتهم من إعادة هيكلة الديون ستؤثر بشكل كبير على قرارهم في الانتخابات واختيارهم للمرشح الذي سيصوتون له.
ويحتاج قطاع الكاكاو في غانا إلى اهتمام كبير، فقد انخفض الإنتاج إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، فيما تركز سوق الكاكاو العالمية على النتائج لمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.