احتفى الاتحاد الأوروبي بالباحثة الليبية في مجال الطاقة، ابتهال الشامي، بعد أن طورت مادة تضمن تقديم نظم سليمة للتغذية الكهربائية، لتحد من مشكلة انقطاع الكهرباء في البلاد.
ويتمثل المشروع في مادة للحد من مقاومة التربة، مما يسمح بـ”التأريض” الكهربائي للمباني، بحيث يتم إنتاج المادة المذكورة محليا وعلى نحو مبتكر، لتأمين البناء المستدام، في خضم التحديات الطبيعية التي تواجهها ليبيا.
ووصف الاتحاد الأوروبي في بيان، الشامي بـ”المرأة الخارقة ومصدر الإلهام”، مشيرا إلى أنها “تستطيع التوفيق بين عملها كباحثة ومحاضرة ومشرفة في الجامعة، ومهندسة كهربائية ورائدة أعمال”.
وعبرت الشامي في حديث لها عن سعادتها باهتمام الاتحاد الأوروبي بدعمها، لا سيما وأنها تعمل من أجل إيجاد حلول جذرية لمشكلة قائمة بالفعل في ليبيا، معتبرة أن الاهتمام العالمي بما تقدمه من أبحاث “يسهل ويسهم في إنجاز ابتكاراتها”.
البساطة والاكتفاء
وأوضحت أنها “بحكم دراستها وعملها كعضوه هيئة تدريس في الجامعات الليبية، سعت لإيجاد حلول لمشكلة انقطاع الكهرباء، من خلال اكتشاف مادة تساهم في ضمان نظم سليمة وموثوقة للتغذية الكهربائية، وعكفت بحكم حصولها على درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الكهربائية، في الوصول إلى مبتغاها”.
وتمكنت الشامي من إيجاد ضالتها، باستخدام مبتكر لمادة تعمل على مقاومة الأرض، للسماح بالتأريض الكهربائي للمباني المطورة بمواد محلية الصنع، لتوفير النفقات.
احتفاء محلي
وتابعت الباحثة: “طورت نموذجا أوليا مضادا للتآكل لتعزيز التربة، استخدمته لأول مرة شركة كهربائية قبل أن يصبح منتجا كامل المعالم يتهافت عليه الطلب من الشركات المحلية، حيث نال احتفاءً كبيرا من المتخصصين في المجال، كونه حصل على نتائج ممتازة، بالإضافة إلى أنه يوفر النفقات بشكل كبير”. كما نوهت إلى أن سعر هذه المادة “منخفض” مقارنة بالمنتجات الأخرى، بنسبة 60 في المئة.
وعن تأثير المادة في الحد من معاناة بلدها من تكرار انقطاع الكهرباء، قالت: “لا بد أن تتوفر للمستشفيات والفنادق والأبراج الكهربائية نظم سليمة وموثوقة للتغذية الكهربائية، مما يمكن تحقيقه فقط من خلال التأريض، لكن مقاومة التربة عالية جدا، ونحن بحاجة إلى إيجاد طرق للحد من تلك المقاومة”.
وأضافت عن نجاحها: “لا أدعي أن الأمر سهل، لكنني أريد أن أكون مثالا تحتذي به ابنتي، وأن أجعلها تؤمن بأنها تستطيع أن تفعل أي شيء تريد حقا أن تفعله”.
ووجهت الشامي رسالة إلى ابنتها، قائلة: “لا أريد أن تعتقد ابنتي أن النساء لسن على قدم المساواة مع الرجال. المرأة مطالبة بأن تعمل أكثر لتبرهن قدراتها، خاصة في الأوساط التي تشجع على بقاء المرأة في المنزل. من حسن حظي أن زوجي يمثل أكبر سند لي في كافة المشاريع التي أخوضها”.