Skip to content

الاتفاق مع شركة ايني: آفاق الاستثمار في النفط الليبي

وقّعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وشركة ايني العملاقة للطاقة اتفاقية لاستثمار 8 مليار دولار مناصفة لتطوير حقلـي بحر السلام والوفاء لإنتاج الغاز.

وصفت هذه الصفقة بالتاريخية وتستغرق عملية تطويرها ثلاثة سنوات ونصف ، حتى يكون الحقلان بعدها قادران على ضخ 850 مليون قدم مكعب يوميا ولمده 25 سنة ويوفران عائدا قدَّرته المؤسسة الوطنية للنفط بمايزيد عن 6 مليار دولار سنويا،فيما تبلغ الاحتياطيات المؤكدة لهذين الحقلين مايربو على 6 تريليون قدم مكعب.

وحسب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بن قدارة أن قطاع النفط لم يشهد استثمارات بهذا الحجم منذ  أكثر من ربع قرن فلم تنجح ليبيا في استقطاب استثمارات كبيرة منذ انجاز مجمع مليتة للغاز بالشراكة مع شركة أيني التي تستحوذ على 80% من إنتاج الغاز الليبي.

كما تعاني ليبيا من تقادم حقول الغاز،ونقص الاستثمارات التي تساعد في تطويرها ،زيادة على عدم الاستقرار السياسي والانفلات الأمني الذي أدى إلى تراجع الإنتاج  حتى أصبحت ليبيا غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها التعاقدية الخاصة بتصدير الغاز، وعدم القدرة على زيادة الطلب الداخلي منه ،مما قد يقود في النهاية إلى تحول البلاد إلى دولة مستوردة للغاز في السنوات القادمة.

ورغم الانتقادات الموجهة لهذه الاتفاقية من أطراف داخلية مثل رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا ومجلس النواب لأسباب سياسية، ومن وزير النفط والغاز في حكومة الدبيبة محمد عون الذي اعترض على زيادة حصة ايني في المشروعين من 30%الى 37%ومناصفة التكلفة الاستثمارية في هذا المشروع ،إلا أن هذه الاتفاقية تعد مكسبا للطرفين الليبي والايطالي ،فالاتفاقية تعمل على تطوير وتحديث قطاع الغاز في ليبيا ،وزيادة كميات الإنتاج بما يكفُل تغطية الطلب الداخلي ورفع حجم الصادرات.

و تأتي أهمية هذه الاتفاقية في انها مدخل لإعادة الثقة لعودة الشركات الأجنبية التي تتخوف من الاوضاع الامنية في البلاد ،وتجنبها الاستثمار والاستكشاف في الدول غير المستقرة.هذا بالإضافة إلى المساهمة في عملية التنمية وإعادة الإعمار التي تحتاجها البلاد.

المنافسة بين الشركات العالمية الكبرى على النفط والغاز الليبي 

من المتوقع أن يقود توقيع الاتفاقية الليبية الايطالية وضمان حالة الاستقرار في ليبيا الى منافسة شديدة بين الشركات العالمية الكبرى على توقيع عقود استكشاف وإنتاج النفط والغاز في ليبيا ،وتاتي زيارة رئيسة الوزراء الايطالية في اتجاه ضمان حصة معتبرة  للشركات الايطالية من النفط والغاز الليبي.وايطاليا هي الشريك الأول لليبيا . وهي تتنافس مع فرنسا للحصول على حصة كبرى للتنقيب والاستكشاف والإنتاج والصيانة ، وقد  فازت شركة توتال الفرنسية بعقود اضافية خاصة بعد أن حصلت على حصة شركة ماراتون اويل ليبيا الامريكية البالغة أكثر من 16.3 %من امتيازات حقل الواحة كما تتنافس الشركات الصينية والتركية  والمصرية على عقود الحفر ،وقد عادت فعلا شركات بترو جيت واينبي المصريتين للعمل في ليبيا واستكمال مشاريعهما المتوقفة في قطاع النفط والغاز.

ومن بين أكبر الشركات الأجنبية العاملة في قطاع النفط والغاز في ليبيا:

1.شركة أيني الايطالية العملاقة وهي اكبر شركة نفطية اجنبية تعمل في ليبيا ،يبلغ انتاجها اليومي 600000 برميل نفط مكافئ (نفط ،غاز،مكثفات غازية ،بالإضافة إلى إنتاج   450طنا من عنصر الكبريت يوميا)

2.شركة اوكسيدنتال الامريكية ،وهي تعمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز، وتستتمر في حقل النافورة أحد الحقول النفطية الكبيرة في ليبيا.بالاضافة الى شركات كونوكو ،وهاليبرتون،وبيكر هيوز الأمريكية.

3.شركتا شلمبرجر وتوتال الفرنسيتان.

4.شركة فينتر الألمانية.

5.شركة برتش بتروليم البريطانية

6.شركتا غازبروم وتات نفط الروسيتان.

  1. شركة ريبسول الاسبانية.

وكل هذه الشركات بالإضافة إلى شركات اجنبية صغيرة أخرى تعمل في قطاع النفط والغاز في ليبيا ،ومن المتوقع أن حالة الاستقرار التي قد تشهدها ليبيا ،وايضا تداعيات الازمة الروسية الاوكرانية وما خلفته من آثار سلبية على إمدادات الطاقة قد تزيد من حدة المنافسة بين هذه الشركات على الاستثمار في قطاع النفط والغاز في ليبيا ،وربما قد  تدخل بعض الدول التي تتبع هذه الشركات في صراعات تتقاطع فيها العوامل الاقتصادية والسياسية.

احتياطيات ليبيا من النفط والغاز

تمتلك ليبيا احتياطيات كبيرة مؤكدة من النفط قدرتها بعض المصادر بـ 48.4 مليار برميل جعلتها تحتل المرتبة الأولى في إفريقيا ،والتاسعة بين أكبر 10 دول تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم.

اما الاحتياطيات المؤكدة من الغاز فهي تصل إلى 100تريليون قدم مكعب.

وحسب وكالة الطاقة الامريكية أن ليبيا تمتلك ايضا احتياطيات كبيرة من النفط الصخري يصل إلى 26 مليار برميل ،فيما تمتلك احتياطيات من الغاز الصخري تصل إلى 122تريليون قدم مكعب.ولو اضفنا هذه الكمية من احتياطيات النفط والغاز المخزن بالصخور لوجدنا اجمالي الاحتياطي كالتالي:

النفط 74.4مليار برميل،وهذه الكمية ترفع العمر الافتراضي لإنتاج النفط الليبي الى 112 عاماً والغاز 180تريليون قدم مكعب. 

وتشير التوقعات الى احتمالية أن ترتفع هذه الاحتياطيات من النفط والغاز في حالة ذهاب ليبيا الى الاستقرار السياسي ودخول شركات جديدة تساهم في عملية التنقيب والاستكشاف.

الدكتور مسعود السلامي 

استاذ الاقتصاد السياسي 

أشهر في موقعنا