أكد تقرير نفطي دولي أن الخوف من ارتفاع معدلات الفائدة والتباطؤ المرتبط بالنشاط الاقتصادي يضغطان على أسعار النفط، ويؤثران في تكلفة النقل ما يجعل كل شيء من تخزين النفط إلى الشحن أكثر تكلفة.
وأشار تقرير “ريج زون” إلى تفاقم وتيرة التحركات في سوق النفط بسبب التداول الفني في الأيام الأخيرة مع تراجع كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بشكل حاد منذ أوائل أيار (مايو) الماضي، حيث سجلت أسعار النفط الخام أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ أوائل أيار (مايو)، حيث أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع محتمل لأسعار الفائدة وأبرزت البيانات الأوروبية خطر التباطؤ الاقتصادي.
وأوضح أن انخفاض الخام الأمريكي ما يقرب من 4 في المائة في الأسبوع الماضي هو أكبر انخفاض منذ أوائل أيار (مايو) الماضي، لافتا إلى تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تتوقع مزيدا من التشديد النقدي في النصف الثاني.
ونوه إلى أن بيانات تظهر أن النشاط الاقتصادي الألماني فقد زخما أكبر بكثير مما كان متوقعا في حزيران (يونيو) الجاري بينما من المحتمل أن ينكمش الاقتصاد الفرنسي في النصف الثاني في حين رفعت تعليقات باول العملة الأمريكية ما أدى إلى إضعاف جاذبية السلع المسعرة بالدولار الأمريكي.
وفيما يواجه النفط مزيجا من ديناميكيات العرض وعوامل الطلب، تراجع خاما القياس أكثر من 4 في المائة خلال الأسبوع الماضي وسط قلق المستثمرين من احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لتراجع الطلب على النفط رغم بوادر على انخفاض الإمدادات من بينها تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وذكر التقرير أن النفط مهيأ لخسارة ربع سنوية متتالية حيث يقلق التجار من الطلب فقد جاء الركود على الرغم من تخفيضات الإنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، محددا عديدا من الاتجاهات الكبرى لقطاع النفط والغاز حتى 2050، في وقت يعد فيه تراجع الطلب أحد تلك الاتجاهات الكبرى.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن سوق خام غرب تكساس الوسيط شهد أسبوعا من التقلبات.
وعد أن السبب الرئيس وراء هذا الانكماش كان رفع بنك إنجلترا معدلات الفائدة الأكبر من المتوقع ما أثار مخاوف بشأن الاقتصاد والطلب على الوقود، موضحا أنه على الرغم من الدعم من السحب المفاجئ لإمدادات النفط الأمريكية فقد فاقت هذه المخاوف التأثير الإيجابي ودفعت المؤشر الأمريكي إلى الأسفل.
وأشار التقرير إلى أن السحوبات غير المتوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية كانت مدفوعة بالطلب القوي على الصادرات وانخفاض الواردات وعلاوة على ذلك ارتفعت صادرات النفط الخام الأمريكية إلى 4.5 مليون برميل يوميا بينما انخفضت الواردات بنسبة 50 في المائة تقريبا إلى 1.6 مليون برميل يوميا.
وأضاف أنه مع ذلك فإن التأثير الإيجابي للانخفاض في مخزونات النفط الخام قد تضاءل من خلال تراكم مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مشيرا إلى أنه بالرغم من مخاوف للركود العالمي ارتفع الطلب على نفط الشرق الأوسط من المصافي الآسيوية في دول بينها الصين واليابان.
وذكر أن هذا الارتفاع في الطلب مدفوع بمستويات عالية من النشاط في نافذة تداول النفط الخام في الشرق الأوسط، موضحا أنه نظرا إلى ارتفاع حجم الصفقات سيقود ذلك إلى تحول مذهل عن حالات عدم اليقين السابقة في اتجاهات السوق.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط عند التسوية مسجلة خسارة أسبوعية وسط قلق المستثمرين من احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لتراجع الطلب على النفط رغم بوادر على انخفاض الإمدادات من بينها تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية. وتراجع مزيج برنت 29 سنتا أو 0.4 في المائة عند التسوية إلى 73.85 دولار للبرميل مسجلا خسارة لليوم الثاني على التوالي. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 35 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 69.16 دولار للبرميل.
وخسر خام برنت يوم الخميس نحو ثلاثة دولارات للبرميل بعدما رفع بنك إنجلترا (المركزي) أسعار الفائدة بمقدار أعلى من المتوقع بلغ نصف نقطة مئوية. ورفع البنكان المركزيان في النرويج وسويسرا أيضا أسعار الفائدة. وتراجع خاما القياس أكثر من 3.5 في المائة خلال الأسبوع. وأصبح احتمال رفع أسعار الفائدة مجددا في الولايات المتحدة أكثر ترجيحا. وقالت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو أن توقع رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام توقع “منطقي للغاية”. وعزز عزوف المستثمرين عن المخاطرة أيضا قيمة الدولار، وهو ما يشكل ضغطا على أسعار النفط إذ يجعلها أعلى على حائزي العملات الأخرى.
وأظهر تقرير المخزونات الأمريكية لهذا الأسبوع تراجعا مفاجئا بلغ 3.8 مليون برميل في مخزونات النفط الخام. ومن المتوقع أيضا أن تشهد السوق انخفاضا في المعروض بعد بدء سريان خفض السعودية لإنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) تموز وهو ما أعلنته المملكة إضافة إلى اتفاق تحالف “أوبك+” للحد من الإمدادات حتى 2024. من جانب آخر، انخفض العدد الإجمالي لأجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار خمسة هذا الأسبوع وانخفض بأكثر من 70 منصة على مدار الشهرين الماضيين.
ولفتت شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 682 هذا الأسبوع – 71 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي موضحا أن العدد الحالي هو 393 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل الوباء.
وأشار التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بمقدار ستة هذا الأسبوع إلى 546، في حين ظل عدد منصات الغاز على حاله عند 130، لافتا إلى انخفاض عدد منصات الغاز بمقدار 27 حفارا عما كان عليه قبل عام، بينما انخفض عدد الحفارات النفطية بمقدار 48 حفارا، بينما ارتفع عدد الحفارات المتنوعة بنسبة واحد إلى ستة.
وأفاد بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار حفار واحد – وهو الآن أقل بمقدار ثماني منصات عن الوقت نفسه من العام الماضي في حين بقي عدد الحفارات في إيجل فورد على حاله، وانخفض بمقدار 12 منصة عن هذا الوقت من العام الماضي.
ونوه التقرير إلى الاتجاه نحو تناقص نشاط الحفر حيث تراجعت مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 16 حزيران (يونيو) وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية عائدة إلى مستويات كانون الثاني (يناير)، لافتا إلى ارتفاع مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن 200 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.