Skip to content

إنقاذ 510 أشخاص من تحت أنقاض درنة .. تعافي المتضررين قد يستغرق أعواما

تمكنت فرق البحث المحلية والدولية في ليبيا من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض في مدينة درنة التي تعرضت لفيضانات وسيول مدمرة.
وأوضح سعد الدين عبدالوكيل وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الليبي أن فرق الإنقاذ المحلية والدولية تمكنت من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض في مدينة درنة.
وأشار إلى أن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا تزال مستمرة لكنها تحتاج إلى بعض الوقت نظرا إلى وجود آلاف المفقودين في عديد من المناطق المتضررة من الفيضانات، مشيرا إلى حاجة عديد من المناطق إلى تدخل عاجل.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن توزيعها الأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية والمواد الغذائية والأدوات المنزلية على الآلاف من السكان في ليبيا بعد الفيضانات العنيفة المدمرة.
وأوضحت اللجنة أنه يتم حاليا إرسال فرق إضافية إلى المنطقة المنكوبة لتوزيع المساعدات الإنسانية وتعزيز فريق الطب الشرعي في بنغازي، مشيرة إلى أن التحدي الرئيس الذي يواجه العمل الإنساني هو الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تدهورت الطرق بشكل خطير أو دمرت.
وتقوم اللجنة بتقييم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، وهو ما يشكل تحديا إضافيا للسكان والعاملين الإنسانيين، الأمر الذي سيستغرق عدة أشهر وربما أعواما حتى يتعافى السكان من هذا المستوى من الأضرار.
وناشدت الأمم المتحدة المانحين تقديم 71.4 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية احتياجات نحو 250 ألف شخص تضرروا من السيول في ليبيا قائلة إن عدد الوفيات قد يرتفع ما لم يتوافر مزيد من المساعدات.
وجاء في وثيقة للمنظمة الدولية أن “هناك قلقا متزايدا من الارتفاع المحتمل في معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات إذا لم يتم إرسال مساعدات ملائمة على الفور للمناطق المتضررة”.
ولا تستهدف المناشدة إلا نحو ربع الأشخاص البالغ عددهم 884 ألفا الذين قالت إنهم تضرروا بشكل مباشر من الفيضانات.
وأضافت أن تحليلا بالأقمار الصناعية أظهر أن 2200 مبنى تضررت بسبب السيول في مدينة درنة الأشد تضررا، ووصفت الوضع في مدينة سوسة التي غمرتها المياه بأنه “حرج”.
ويبحث ناجون من الفيضانات التي اجتاحت وسط مدينة درنة الليبية بين الركام عن أحبائهم من بين آلاف القتلى والمفقودين، بينما تخشى السلطات من تفشي الأمراض بسبب الجثث المتعفنة.
ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة دانيال سدودا مساء الأحد لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة وتجرف في طريقها مباني إلى البحر بداخلها عائلات نائمة.
وتباينت أعداد القتلى المؤكدة التي أعلنها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال عبدالمنعم الغيثي رئيس بلدية درنة إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار.
وقال لـ”رويترز” إن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.
وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنه كان من الممكن تجنب الخسائر الفادحة في الأرواح لو كان لدى ليبيا، التي تشهد اضطرابات منذ أكثر من عقد، هيئة أرصاد جوية فعالة قادرة على إصدار التحذيرات.
وأوضح بيتيري تالاسي الأمين العام للمنظمة في تصريحات للصحافيين في جنيف “لو كان لديهم هيئة أرصاد جوية تعمل بشكل طبيعي، لكان بإمكانهم إصدار تحذيرات”.
وتابع “كان من الممكن أن تتمكن سلطات إدارة الطوارئ من إجلاء الناس. وكان بإمكاننا تجنب معظم الخسائر البشرية”.
ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عاما، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.
وقال وهو يبكي “ذهبت سيرا على الأقدام للبحث عنهم … ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس ولكن دون جدوى”.
واتصل الحصادي، الذي كان يعمل وقت هبوب العاصفة ليلا، بهاتف زوجته مرة أخرى لكنه كان مغلقا.
وأضاف “راح ما لا يقل عن 50 فردا من عائلة والدي ما بين مفقود وقتيل”.
أما ولي الدين محمد آدم (24 عاما) وهو عامل سوداني في مصنع للطوب يعيش في ضواحي المدينة، فقد استيقظ على صوت هدير المياه وقت العاصفة وهرع إلى وسط المدينة ليجد ملامحها وقد انطمرت. وأضاف أن تسعة من زملائه العمال فقدوا، كما فقد نحو 15 آخرين عائلاتهم. وقال “جرفهم السيل عبر الوادي إلى البحر.
ووصلت فرق إنقاذ من مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر. وأرسلت تركيا سفينة تحمل معدات لإقامة مستشفيين ميدانيين. وأرسلت إيطاليا ثلاث طائرات محملة بالإمدادات وفرق الإنقاذ، إضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية واجهتا صعوبة في تفريغ حمولتهما لأن ميناء درنة الممتلئ بالحطام كان غير صالح للاستخدام تقريبا.
ويظهر حجم الدمار واضحا من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان على شكل هلال واسع ومسطح يغمره الوحل.
ولم يتبق سوى الركام وطريق جرفت المياه ما كان فيه عند موقع سد كان يحمي المدينة ذات يوم.
وإلى أسفل الطريق، تناثرت على الشاطئ ملابس ودمى وأثاث وأحذية ومتعلقات أخرى جرفتها السيول بعدما اجتاحت المنازل. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.
وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاما) “نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي التي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما”.

أشهر في موقعنا