تستعد المؤسسة الوطنية للنفط لجولة تراخيص جديدة عام 2024 تشمل حقولًا في أحواض سرت ومرزق وغدامس، ومن المقرر أن تكون الأولى في ليبيا منذ ما يقرب من عقدين.
وتشير خطط جولة العطاءات التي أعلنها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة خلال فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي في هيوستن مارس الماضي إلى التزام ليبيا بتشجيع الاستثمارات الجديدة ودعم نمو قطاع الطاقة.
وبناءً على ذلك، ستتطلع مؤسسة النفط وأصحاب المصلحة الليبيون إلى مقابلة المستثمرين المهتمين في قمة الطاقة والاقتصاد الليبية التي ستعقد في طرابلس يومي 13 و14 يناير 2024، في محاولة لعرض فرص الاستثمار والشراكة، وفق ما نقلت مؤسسة «إنيرجي كابيتال آند باور» الدولية الخميس.
وتهدف ليبيا إلى إنتاج مليوني برميل من النفط يوميًا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، وهو ما تأمل تحقيقه من خلال جذب استثمارات واكتشافات جديدة. وحتى الشهر الماضي بلغ إنتاج البلاد من النفط الخام ما يقرب من 1.2 مليون برميل يوميا.
دعوة القطاع الخاص الليبي لتطوير الحقول الهامشية
وكجزء من الجولة، وافقت المؤسسة الوطنية للنفط على قرار في أغسطس الماضي بدعوة القطاع الخاص الليبي لتقديم عطاءات لتطوير الحقول الهامشية، والتي ستشمل عقود الخدمة وعقود تقاسم الإنتاج.
وتشير الحقول الهامشية إلى الاكتشافات التي لم يجر تطويرها بسبب وجود احتياطيات صغيرة أو عدم جدواها الاقتصادية أو عدم وجود بنية تحتية كافية تربط الحقول بالسوق. ونتيجة لذلك، فهي تمثل فرصة جذابة لشركات التنقيب والشراكات المحلية، حيث توفر تكاليف أقل وتقلل من الحواجز أمام الدخول، فضلًا عن دعم جهود ليبيا لزيادة إنتاج النفط من خلال تطوير الإمكانات غير المستغلة. وشددت المؤسسة الوطنية للنفط على ضرورة تطبيق معايير عالية من الشفافية عند إطلاق الجولة وتلقي العروض وتقييمها.
وتعد مشاركة شركات التنقيب والإنتاج للاستحواذ على الحقول الهامشية وتعزيز فرص الاستكشاف الجديدة من المعالم المهمة، حيث تهيمن شركات النفط العالمية على قطاع التنقيب والإنتاج في ليبيا حتى الآن.
وفي جولة العطاءات السابقة، والتي عقدت عام 2007 وكانت بمثابة الجولة الأولى على الإطلاق التي استهدفت المساحات التي تركز على الغاز، جرى طرح مناقصة لـ12 منطقة، وتأهيل 35 عرضًا مسبقًا للتشغيل. ومُنحت أربعة تراخيص في وقت لاحق، بما في ذلك منطقتان لشركة «شل» في حوض سرت، وثلاث كتل لكل من «سوناطراك» و«غازبروم» في حوض غدامس، ومنطقتان لشركة بولندية في حوض مرزق.
وحسب «إنيرجي كابيتال آند باور» يمكن أن تكون جولة التراخيص المقبلة لعام 2024 محورية ليس فقط في تحفيز أنشطة التنقيب والإنتاج الجديدة، ولكن أيضًا في تغيير نسيج مشهد التنقيب والإنتاج في ليبيا.