كشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، مجموعة تحديات رئيسية تواجه تطوير قطاع النفط الليبي وزيادة إنتاج الخام، الذي تتطلع المؤسسة إلى بلوغه مليوني برميل يومياً خلال السنوات الخمسة الماضية، مؤكداً أن المؤسسة بحاجة إلى 17 مليار دولار للوصول مليوني برميل يومياً خلال خمس سنوات.
وأوضح بن قدارة في مقابلة مع قناة «الوسط» (Wtv) أذيعت مساء الأحد، أن التحديات الرئيسية التي تواجه تطوير القطاع تتمثل في تهالك البنية التحتية من خطوط نقل الخام ومحطات الكهرباء وضخ الخام من حقول الإنتاج إلى موانئ التصدير، بالإضافة إلى تحدي ضمان استمرار التمويل لعمليات التطوير «التي قد تعوقها في بعض الأحيان الإجراءات الإدارية المعقدة لتسييل الميزانيات المخصصة لتطوير القطاع».
وفقدت 70% من قدرتها التخزينية للخام بسبب الحروب وتهالك الأنابيب، وتحتاج إلى 17 مليار دولار للوصول إلى معدل إنتاج مليوني برميل يومياً بمعدل بين 3 إلى 3.5 مليار دولار في السنة، وفق رئيس المؤسسة الذي نوه بأنها حصلت أخيراً على موافقة المجلس الأعلى لشؤون الطاقة لتنفيذ مشروع كبير لاستبدال خطوط أنابيب ناقل الخام من حقول الواحات جنوبي شرق ليبيا إلى موانئ التصدير في السدرة ورأس لانوف والحريقة، وخطوط نقل الخام من حقول الفيل والشرارة والوفاء جنوب غرب ليبيا إلى ميناء مليتة على البحر المتوسط غربي البلاد.
لا تطوير في البنية التحتية منذ الستينات
وأكد بن قدارة أن البنية التحتية للقطاع النفطي لم تشهد أي عمليات إحلال منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ما يجبر المؤسسة على إجراء عمليات جراحية لإعادة تأهيل وتطوير تلك المرافق والمنشآت من أجل المضي في خططها، نافياً وجود أي عراقيل من طرف الحكومة أو مصرف ليبيا المركزي حيال تلك الخطط التي تتطلع المؤسسة من خلالها إلى زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يومياً خلال الفترة من الثلاث إلى خمس سنوات المقبلة.
وبشأن الأوضاع المالية لمؤسسة النفط، نفى بن قدارة أن تكون الميزانية الحالية المقدرة بنحو 34 مليار دينار الأعلى في تاريخ المؤسسة، «إذا أخذ في الاعتبار حالة البنية التحتية للقطاع ومرتبات الموظفين والعاملين التي قدرها بنحو 11 مليار دينار، في حين أن المبالغ المخصصة لمشروعات التطوير تتراوح من 13 إلى 14 مليار دينار»، لافتاً إلى أن الميزانية التسييلية لم تنفذ إلا في أكتوبر 2022.
لا نفط للاحتلال
وفي شأن آخر، نفى رئيس مؤسسة النفط أن يكون قد جاء وفقاً لصفقة سياسية ليقود المؤسسة، قائلاً: «اتفاق الأطراف السياسية على شخصي لا يعني أمراً سلبياً». واعتبر ما أثير بشأن حمله الجنسية الإماراتية «شائعات غير صحيحة»، موضحاً أن إقامته السابقة هناك كانت بتأشيرة إقامة.
كما نفى وجود خلفيات وتوجيهات سياسية لبيع النفط، مذكراً بأن الأسعار تنشر على موقع المؤسسة بشبكة الإنترنت دون أي تدخلات إضافية لكل المشترين، ودون أي خصومات على الأسعار المعلنة.
وتابع: «الدولة الليبية لا تتدخل في بيع النفط، ما عدا فيما يخص مقاطعة الكيان الصهيوني»، وذلك بعد أسبوعين من رفض ليبيا دخول ناقلة نفط كان من المقرر أن تجري عمليات تحميل شحنة من ميناء مليتة في غرب البلاد، بعد أن أجرت السفينة رحلة سابقة إلى «إسرائيل». وأضاف بن قدارة في حوار إلى قناة «الوسط» (wtv) أن «المؤسسة الوطنية للنفط وسلطات الجمارك تمنع أي باخرة قادمة من فلسطين المحتلة من أن ترسو في موانئنا».