تضع أسواق النفط ثقتها بشكل متزايد في بقاء تخفيضات إنتاج “أوبك +” سارية طوال هذا العام، وهو إنجاز يمكن أن يؤدي إلى جانب تحسن توقعات الاقتصاد الكلي إلى وصول سعر البرميل إلى 90 دولارًا في وقت أقرب مما كان متوقعًا، حسبما ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي.
ورجح التقرير أن يؤدي الربع الرابع الأفضل من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى تعزيز توقعات السوق حول خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل، تاركًا وراءه مشاكل الطلب في أوائل عام 2024.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة تجديد الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في الولايات المتحدة تتزايد بشكل كبير وقد شهدت الجولة الأخيرة من تجديد مخزون النفط الاستراتيجي في الولايات المتحدة، والتي بلغ مجموعها 2.8 مليون برميل في سبتمبر وصول متوسط السعر إلى 81.32 دولارًا للبرميل أي أعلى من عتبة 79 دولارًا للبرميل التي فرضها البيت الأبيض لإعادة تعبئة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الخام.
من جانبه ذكر تقرير وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية، أن قطاعا النفط والتنقل العالميين يقفا عند منعطف حرج في عام 2024، حيث يتصارعان مع تفاعل معقد بين القوى الجيوسياسية والتكنولوجية والاقتصادية، التي تعد بإعادة تشكيل مشهد الصناعة.
وأشار التقرير إلى أن “أوبك +” تواجه قرارا محوريا، إما الاستمرار في تقليص إمدادات النفط سعيا إلى ارتفاع الأسعار أو الدفاع عن حصتها في السوق على خلفية الصراعات المسلحة المتصاعدة وارتفاع الإنتاج من الأميركتين.
واعتبر التقرير أنه لا تزال وحدة “أوبك +” واتجاهها المستقبلي غير مؤكدين، كما يتضح من خروج أنجولا من المجموعة، مما يثير تساؤلات حول استدامة تخفيضات العرض وتوازن القوى داخل سوق النفط العالمية.
وأبرز التقرير أن الولايات المتحدة وكندا وقفت كقوة مهيمنة في إنتاج النفط والغاز العالمي، حيث أنتجتا أكثر من 41 مليون برميل نفط يوميًا في عام 2023 وشهدت هذه المنطقة، التي تغذيها التطورات في حوض بيرميان والرمال النفطية الكندية والغاز الصخري الأمريكي ارتفاعًا في إنتاجها بنسبة تزيد عن 90% منذ عام 2000.
وأضاف التقرير أنه في عام 2023، تجاوز إنتاج النفط الأمريكي التوقعات بشكل كبير، مع نمو بنحو مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بالتقدم في إنتاج النفط المحكم، موضحا أن توقعات الطلب على النفط في الصين تشير إلى تباطؤ ملحوظ، حيث من المتوقع أن ينخفض النمو إلى النصف من 1.02 مليون برميل يوميًا في عام 2023 إلى 490 ألف برميل يوميًا فقط في عام 2024. وعزا التقرير هذا التباطؤ إلى انتعاش أضعف في إعادة الفتح بعد الوباء وتباطؤ العقارات السوق وهو محور نحو اقتصاد موجه نحو الخدمات، والاعتماد المتزايد على المركبات الكهربائية ومركبات الوقود البديل.
