استأنفت السلطات الليبية مساعي إحياء مشاريع البنية التحتية، خاصة السكك الحديدية والذي يعتبر مهمًا للشركات الأجنبية الضخمة، لا سيما الروسية والصينية والبريطانية.
وبحسب موقع «أفريك ميديا» الأفريقي المقرب من روسيا، فإن الوضع الحالي يوفر فرصًا مواتية لاستئناف مشروع إنشاء خط السكك الحديدة الموقع مع الجانب الروسي في العام 2008، لبناء طريق سرت – بنغازي بطول 554 كم، بتكلفة 2.2 مليار يورو، لكنَّ الجانب الروسي أوقف العمل في المشروع مع اندلاع أحداث 2011 وجرى إجلاء الموظفين.
ظروف مواتية لاستئناف بناء السكك الحديدية في ليبيا
وتعطل تشييد البنية التحتية بسبب أحداث 2011، قبل أن تظهر ظروف ملاءمة نسبيًا لاستئناف بناء السكك الحديدية خلال العامين 2023-2024، وخلال هذه الفترة، بدأ تطوير المشاريع وتوقيع اتفاقات لتصميم ووضع المسارات التي تضمن حركة المرور بين المدن، وكذلك نقل البضائع والركاب عبر الحدود، وفق تقرير الموقع الكاميروني.
يشير التقرير إلى أن الليبيين يدركون جيدًا أهمية تطوير السكك الحديدية كمحرك للاقتصاد الوطني، إذ يقدر الطول الحالي لشبكة السكك الحديدية في البلاد بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، ويتضمن البرنامج اتجاهًا واعدًا لتطوير نظام النقل والخدمات اللوجستية مع توسيعه من سبها إلى نيامي في النيجر ونجامينا في تشاد لإنشاء مسار عبور.
خط سكك حديد يربط جنوب الصحراء بساحل البحر المتوسط
وفي يوليو 2023 عقد مجلس إدارة مشروع السكك الحديدية الليبي وسفيرا النيجر وتشاد مشاوراتهما الأولى في طرابلس، حيث فضَّل الطرفان فكرة بناء خط رئيسي يربط جنوب الصحراء بساحل البحر الأبيض المتوسط، نظرًا إلى الفوائد الاقتصادية لنقل الركاب والمواد الخام من وإلى الموانئ الليبية.
ولفت التقرير إلى تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة بين الدول المعنية لتنفيذ المشروع تسمى الممر العابر للصحراء. وفي 26 فبراير 2024 جرى الكشف عن المخطط الفوري للمشروع وتحديد رؤية مشتركة إزاءه.
خط سكة حديد من بنغازي إلى مطروح
وفي فبراير 2024، وقعت الحكومة المكلفة من مجلس النواب اتفاقية مع ائتلاف شركات «BFI» الصينية وجهاز تنفيذ وإدارة مشروع الطرق الحديدية لتنفيذ مسار السكة الحديد من مدينة بنغازي إلى بلدية مساعد الحدودية، ثم وصولًا إلى مدينة مرسى مطروح المصرية.
يضيف التقرير أن السلطات الليبية تريد جذب أكبر عدد ممكن من الشركات الأجنبية ذات الخبرة، بالإضافة إلى مجموعة السكك الحديدية الصينية وشركة السكك الحديدية الروسية، لتعزيز المنافسة العادلة، للحصول على شروط تعاقدية أفضل وتحسين جودة العقد.
ووفق التقرير الأفريقي، يوفر منتدى روسيا والعالم الإسلامي الذي سيعقد في قازان يومي 15 و 17 مايو المقبل فرصًا جيدة لمناقشة قضايا التعاون الثنائي، ومن شأن مشاركة الوفد الليبي على أعلى مستوى أن تجعل من الممكن مناقشة العلاقات بين البلدين وإيجاد حلول وتسويات مقبولة للطرفين بشأن القضايا الأكثر إلحاحًا وإشكالية.