أنهت وول ستريت شهر أبريل/ نيسان منخفضة، لتسجل المؤشرات أسوأ أداء شهري لها منذ بداية العام، مع تضاؤل الآمال في خفض قريب للفائدة.
انخفضت مؤشرات داو جونز الصناعي، وستاندرد آند بورز S&P 500، وناسداك بنحو 1.4% لكل منها بعد ظهر يوم الثلاثاء في الولايات المتحدة.
في اليوم الأخير من الشهر، امتدت خسارة داو جونز في أبريل/ نيسان إلى 5%، أو 1990 نقطة، وسجل ستاندرد آند بورز خسارة بنسبة 4%، وانخفض مؤشر ناسداك 4%.
إنه أسوأ عائد شهري لمؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز منذ سبتمبر/ أيلول، والأسوأ لمؤشر ناسداك منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
تراجع توقعات خفض الفائدة
جاءت عمليات البيع في أبريل/ نيسان، التي تزامنت أيضًا مع مجموعة مختلطة من إعلانات أرباح الربع الأول، إلى حد كبير مع إعادة ضبط توقعات السوق لتخفيضات معدلات الفائدة التي طالما يتوق إليها مستثمرو الأسهم.
انخفض الاحتمال الضمني لثلاثة تخفيضات أو أكثر في معدلات الفائدة بحلول نهاية العام من 66% إلى 7% على مدار أبريل/ نيسان، وفقًا لأداة CME FedWatch، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة ذات آجال الاستحقاق المتفاوتة إلى أعلى مستويات لها في 2024، مع ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأميركية لأجل عامين و10 سنوات بأكثر من 30 نقطة أساس لكل منها هذا الشهر.
بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدلات الفائدة قبل عامين لكبح جماح الزيادات الأكثر إيلامًا في أسعار المستهلك منذ أكثر من 40 عامًا.
تؤثر الفائدة الأعلى في الأسهم، إذ تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى خفض الأرباح بسبب ارتفاع المصاريف على عمليات تمويل الديون للشركات، فضلًا عن الاستهلاك المخفف، إذ تصبح القروض الشخصية أيضًا أكثر تكلفة.
أداء عام 2024
لا تزال الأسهم مرتفعة بقوة هذا العام، فقد ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.3%، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 6%، ومؤشر ناسداك أيضًا بنسبة 6%. والجدير بالذكر أن الأسهم لا تزال مرتفعة بشكل كبير عن أدنى مستوياتها في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 في ذروة مخاوف الركود، مع تجاوز عائد S&P نسبة 30% خلال الأشهر الـ 18 الماضية.
حتى مع زيادة عائدات السندات للمستثمرين، تظل مؤشرات الأسهم قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق التي تم تحقيقها في مارس/ آذار، لأن “الأسهم لا تحتاج إلى تخفيضات في معدلات الفائدة الفيدرالية حتى يستمر الارتفاع، كل ما تحتاجه هو نمو قوي في الأرباح”، وفقًا لرئيسة استراتيجية الاستثمار في بورصة iShares التابعة لشركة BlackRock، كريستي أكوليان، التي أوضحت: “ليس الأمر أن تخفيضات معدلات الفائدة لم تعد تؤثر في تقييمات الأسهم؛ لكن نمو الأرباح القوي، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، قد عوّض مستثمري الأسهم”.
ارتقاب نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
سيعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن نتائج اجتماع لجنة وضع السياسات الذي يستمر يومين بعد ظهر الأربعاء.
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الاقتصاديين يتوقعون أن يظل معدل الفائدة ثابتًا من 5.25% إلى 5.5%، إلا أن الأسواق عادة ما تتفاعل بحدة مع الاتجاه المستقبلي المشار إليه للسياسة، وربما تعطي فكرة عما إذا كانت زخات أبريل/ نيسان ستجلب زهورًا في مايو/ أيار للمستثمرين.