إذا كانت العناوين الرئيسة الأخيرة تجعلك قلقا بشأن الأسواق، ربما تستحق بعض العوامل الاقتصادية التي يتم تجاهلها أحيانا التفكير التي من الممكن أن تشعرك بالارتياح. لكن قبل أن ترتاح كثيرا، فكر أيضا في عامل رابع قد يضع حدا لمكاسب الأسهم.
لقد مضى شهر صعب على المستثمرين. فبعد أن وصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى قياسي في منتصف يوليو، ساعدت بيانات الوظائف والتصنيع الضعيفة على أسوأ بداية لشهر أغسطس منذ 20 عاما.
وفي حين تعافت الأسهم إلى حد ما في الأيام القليلة الماضية، تباين أداء الأسواق يوم أمس بسبب بيانات التضخم التي جاءت أكثر هدوءا مما كان متوقعا، بحسب “بارونز”.
وفقا لشركة جافيكال ريسيرتش، قد لا ينتبه المستثمرون القلقون بما فيه الكفاية لبعض الأخبار الجيدة الأخيرة. فقد تعززت محافظ المستثمرين الإجمالية بسبب ارتفاع كبير في السندات.
في الشهر الماضي، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 أعوام من 4.23% إلى 3.81%. بالتالي، في حين هبطت سوق الأسهم 3% الشهر الماضي، فإن المستثمر في صندوق مخصص 40/60 بين الأسهم والسندات، مثل صندوق مؤشر فانجارد المتوازن، سيكون قد شهد انخفاضا بنسبة 1% فقط.
كتب لويس فينسنت جيف، المؤسس المشارك لـ “جافيكال ريسيرش”، في مذكرة يوم الأربعاء: “لقد أدت السندات عملها أخيرا”، مشيرا إلى أنه على مدى الأعوام العديدة الماضية، كانت السندات والأسهم تتراجع في كثير من الأحيان في الوقت نفسه. وكانت السندات ضحية لأسعار الفائدة المنخفضة.
تعد الطاقة عاملا إيجابيا آخر. رغم الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا وأرقام السفر القياسية في الولايات المتحدة، فإن سعر النفط الخام أقل مما كان عليه قبل عام. وبطبيعة الحال، يحذر جيف من أن هذا قد يتغير إذا تصاعد أي من هذين الصراعين.
لكن في الوقت نفسه، من المفترض أن تساعد أسعار الوقود المعقولة الاقتصاد على التقدم بثبات، وتسهل على الاحتياطي الفيدرالي البدء في خفض الفائدة في سبتمبر، وهو ما يتوقعه معظم المستثمرين.
الدولار الضعيف نسبيا، والمستقر أيضا، عامل آخر يمكن للمستثمرين أن يفرحوا به. ساعدت بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة الصادرة أخيرا مؤشر الدولار على الوصول إلى أدنى مستوياته منذ يناير، رغم أن نطاق المؤشر القياسي هذا العام أضيق كثيرا مما كان عليه على مدى العقد الماضي.
“ضعف الدولار يمكن أن يسمح بتسريع النمو في مختلف اقتصادات الأسواق الناشئة”، كما أوضح جيف، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسواق الناشئة تشتري المواد الخام بالدولار، بما في ذلك النفط، وضعف الدولار يعني انخفاض تكاليف الفائدة وانخفاض أسعار السلع الأساسية.
لكن بينما تدفع أسباب كثيرة المستثمرين القلقين إلى الارتياح، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن سوق الأسهم ستفرد جناحيها وتنطلق عاليا، وفقا لشركة بروميثيوس لأبحاث الاستثمار. ذلك لأن المستثمرين قضوا بالفعل جزءا كبيرا من العام في المزايدة على أسعار الأسهم.
يقيس إجمالي تخصيص المستثمرين للأسهم القيمة الإجمالية لحيازات الأسر والشركات، مقارنة بقيمة الأصول الأخرى بما في ذلك العقارات والسندات والنقد. وبلغت النسبة التي توصلت إليها شركة بروميثيوس أخيرا أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة 50%.
ومن المرجح أن يكون لذلك تأثير معاكس على الأسهم، حتى في ظل اقتصاد قوي، كما قال المؤسس، أهان مينون، في مقابلة يوم الأربعاء، مضيفا: “مع ارتفاع الرقم، تقل إمكانية تحقيق عوائد”.
في حين قد لا يكون هذا مفاجئا للمستثمرين الذين يتبعون معدل السعر إلى الأرباح في السوق، فإنه علامة أخرى على أن سوق الأسهم قد تكون مقيدة حتى إن لم تكن على وشك الانهيار، مع ضعف احتمال تحقيق مكاسب مستقبلية، على الأقل مقارنة بالتاريخ الحديث.