Skip to content

ما الذي يقف وراء الخسائر الحادة في ‏الأسواق العالمية؟

على غرار ما حدث قبل شهر تقريبًا فى يوم “الاثنين الأسود” ‏الموافق 5 أغسطس الماضي ،تكبدت الأسواق العالمية أمس ‏الثلاثاء خسائر فادحة ،وسط موجة بيع عارمة ،بسبب تجدد المخاوف ‏حيال الانكماش الحاد للاقتصاد العالمي.‏

خاصة مع توالي صدور بيانات تُظهر استمرار ركود الأنشطة ‏الصناعية خلال الفترة الأخيرة فى كل من الولايات المتحدة والصين ‏، وهما أكبر اقتصادين فى العالم.‏

دخلت الأسهم الأمريكية فى وول ستريت فى حالة من الهبوط ‏الحاد مع قلق المستثمرين المتزايد من أن الولايات المتحدة تتجه ‏إلى الركود الاقتصادي بوتيرة أسرع من التوقعات.‏

ماذا حدث فى الأسواق العالمية يوم الثلاثاء؟ ‏

أسواق الأسهم الأمريكية
نشطت على نطاق كبير عمليات البيع المفتوحة فى أسواق وول ‏ستريت بقيادة الأسهم الكبرى وأسهم قطاع التكنولوجيا ،لتسجل ‏أسوأ أداء يومي منذ 5 أغسطس الماضي.‏

•انخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات ‏الأمريكية بنحو 626 نقطة أو ما يعادل 1.5% إلى 40,937 ‏نقطة ،وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 40,778 نقطة.‏

•‏ وانزلق مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقا 119 نقطة ‏أو ما يعادل 2.2% إلى 5,528 نقطة ،وسجل أدنى مستوى فى ‏ثلاثة أسابيع عند 5,504 نقطة.‏

•وفقد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم ‏التكنولوجيا 616 نقطة أو ما يعادل نسبة 3.15 % إلى ‏‎18,958‎‏ ‏نقطة ،وسجل أدنى مستوى فى ثلاثة أسابيع عند 18,869 ‏نقطة.‏

أسواق النفط
تكبّدت أسعار النفط العالمية أمس الثلاثاء خسائر فادحة، مما محا ‏كل المكاسب التي تحققت هذا العام، وذلك بسبب مخاوف من ‏ركود الطلب العالمي. يأتي ذلك في وقت يخطط فيه تحالف ‏أوبك+ لزيادة الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر المقبل‎.‎

•انخفض الخام الأمريكي بنسبة 5.25% ،بأكبر خسارة يومية منذ ‏‏4 أكتوبر 2023 ، مسجلاً أدنى مستوى فى ثمانية أشهر عند ‏‏70.12 دولارًا للبرميل.‏

•وفقد خام برنت نسبة 4.6% ،بأكبر خسارة يومية منذ 4 أكتوبر ‏‏2023 ،وسجل أدنى مستوى فى تسعة أشهر عند 73.55 دولارًا ‏للبرميل.‏

الاقتصاد العالمي
أدت سلسلة من البيانات الصناعية الضعيفة فى الولايات المتحدة ‏والصين إلى تصاعد المخاوف حيال الاقتصاد العالمي ،الأمر الذي ‏انعكس سريعًا بالعزوف عن المخاطرة فى معظم أسواق المال ‏العالمية.‏

قال محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم “كايل رودا”: إن ‏تحركات الأسعار في الأسواق العالمية تظهر سمات واضحة لما ‏يبدو أنه مخاوف من تباطؤ اقتصادي.‏

أجواء متوترة
سيطرت أجواء شديدة التوتر على معظم الأسواق العالمية ،حيث ‏تسارعت وتيرة خروج المستثمرين من الأصول ذات المخاطر العالية ‏والعائد المرتفع.‏

أحد الأسباب الرئيسي وراء هذا التوتر توالي البيانات الاقتصادية ‏الضعيفة فى الولايات المتحدة ،والتي تظهر أن أكبر اقتصاد فى ‏العالم يتجه إلى الركود بوتيرة أسرع من المتوقع سابقًا.‏

سوق العمل الأمريكي
قال كبير استراتيجي الأسواق فى بنك أستراليا الوطني “جافين ‏فريند”:أسواق المال العالمية متوترة قبل تقرير الوظائف الأمريكية ‏المهمة للغاية يوم الجمعة ،والذي يعترف معظم المتعاملين فى ‏الأسواق بأنه سيكون عاملاً مهمًا على الأقل لمعرفة ما إذا كان ‏مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو ‏‏50 نقطة أساس هذا الشهر.‏

وأضاف فريند: تشير كل هذا التحركات الحادة فى الأصول ذات ‏المخاطر العالية إلى وجهة نظر مترددة وتحير واضح لأصول ‏الملاذات الآمن مع عزوف المستثمرين قليلاً عن المخاطرة.‏

هل تأخر تدخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي؟
مما لا شك فيه أن توالي البيانات الاقتصادية الضعيفة فى ‏الولايات المتحدة ،والتي تظهر أن الهبوط الاقتصادي ليس ناعمًا ‏،بل حادًا بوتيرة لم تكن متوقعة فى السابق.‏

وعليه تتصاعد المخاوف حول احتمالات تأخر مجلس الاحتياطي ‏الفيدرالي فى البدء فى دورة تيسير نقدي فى البلاد وإجراء ‏تخفيضات مبكرة فى أسعار الفائدة الأمريكية.‏

أشهر في موقعنا