يواصل سبتمبر إثبات ما قيل عنه بأنه الشهر الأكثر إزعاجا لسوق الأسهم، حتى مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي أخيرا لخفض أسعار الفائدة الذي طال انتظاره.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.3 %، بينما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 2.9 %، ما جعل الأسبوع الماضي هو الأسوأ لكلا المؤشرين منذ مارس 2023. وتلقت أسهم التكنولوجيا ضربة جعلت مؤشر ناسداك المركب يخسر 5.8 % في أسوأ أداء أسبوعي منذ يناير 2022.
كان “الفيدرالي” قد أشار بالفعل إلى أنه يستعد لخفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، والسؤال الوحيد هو ما إذا كان سيخفض 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس.
وتأرجحت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير مع تحول تقديرات حجم خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. في النهاية، وضع المستثمرون احتمالية 30 % لخفض بواقع 50 نقطة أساس واحتمالية 70 % بواقع 25 نقطة أساس.
وعلى الرغم من أن المستثمرين يتوقون منذ فترة طويلة خفض أسعار الفائدة، فإن التحركات الكبيرة من جانب الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن تكون في الواقع مزعجة.
قال كريس جراهام، كبير مسؤولي الاستثمار في “نايشنوايد فاينانشيال”: إن خفض نصف نقطة ليس فألا جيدا للأسواق، مضيفا: “أعتقد أنه في تلك المرحلة يبدأ الناس في احتساب مزيد من الركود يتجاوز ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض بمعدل ثابت يبلغ 25 نقطة أساس”. في الوقت نفسه، يظهر الاقتصاد والسوق علامات على أن جولة الزيادات السريعة في أسعار الفائدة التي نقلت سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من الصفر تقريبا في مارس 2022 إلى مستواه الحالي البالغ 5.25 % إلى 5.5 % بحلول يوليو 2023، بدأت في إحداث الضرر.
بينما أشار لاري آدم، كبير مسؤولي الاستثمار في “رايموند جيمس”، في مذكرة يوم الجمعة، إلى أن الأنشطة الأكثر كثافة في رأس المال وحساسية لأسعار الفائدة تظهر أدلة على التباطؤ. إضافة إلى الانكماش المستمر في نشاط التصنيع، انخفضت مبيعات السيارات إلى ثاني أدنى مستوى لها خلال الـ18 شهرا الماضية، في حين شهد الإنفاق على البناء أول انخفاض شهري له منذ أكثر من 20 شهرا.
سوق السندات أرسل يوم الجمعة إشارة ركود، حين أغلق عائد السندات لأجل عامين أقل من عائد سندات الخزانة لمدة 10 أعوام لأول مرة منذ أول يوليو 2022. هذه عودة إلى الترتيب المعتاد، مع ميل منحنى العائد إلى الأعلى.
يبدو كل هذا مخيفا، لكن يجب تذكر أن سبتمبر هو عادة شهر سيئ للأسهم. فقد شهد انخفاضا شهريا بنسبة 1.2 % وانتهى مرتفعا بنسبة 44.3 % فقط منذ 1928، وفقا لبيانات داو جونز.
يظل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أقل بنسبة 4.6 % فقط من إغلاقه القياسي الذي سجله في 16 يوليو. وكان قطاع التكنولوجيا هو الخاسر الأكبر في ستاندرد آند بورز 500، بخسارة أسبوعية تجاوزت 7 %.
وبصرف النظر عن مخاوف النمو في الأمد القريب، كما يقول جراهام، يبدو أن الاقتصاد في حالة هبوط ناعم كان المستثمرون يبحثون عنه منذ فترة طويلة، في حين تستعد السوق الأوسع لبدء جني فوائد زيادة الإنتاجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.