تستعد ليبيا لمنافسة مصر على موقع اكتشاف غاز ضخم في البحر المتوسط، في خطوة من شأنها أن تجذب العديد من الشركات العالمية وتؤمّن جزءًا من الطلب العالمي على الوقود.
وتستعد ليبيا إلى إطلاق جولة عطاءات للتنقيب عن النفط والغاز بعدد من مناطق الاستكشاف؛ من بينها عدد من المناطق القريبة من الحدود البحرية المصرية.
وكشفت مصادر مطلعة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، عن أن من بين المواقع المرشّحة لعمليات التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا مربعات داخل حوض هيردوت الذي يعد موقع اكتشاف غاز ضخم يتقاسمه عدد من الدول المطلة على البحر المتوسط ومن بينها مصر.
وعقد رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، يوم الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، اجتماعًا لمتابعة الاستعدادات النهائية لجولة العطاء العام، جرى خلاله تقديم عرض تفصيلي من الفريق المكلف بالإعداد، واستعراض التقدم المحرز في برنامج العطاء، وتوضيح الاستعدادات الجارية لإعلانه خلال المدة المقبلة.
النفط والغاز في ليبيا
من المتوقع إطلاق جولة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا قبل نهاية 2024، ستكون الأولى بعد توقّف لأكثر من 16 عامًا، على خلفية الاضطرابات السياسية والأمنية التي عانتها البلاد.
وأكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، في تصريحات سابقة، أن جولة المزايدة على مناطق التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا قد تشمل مناطق بحرية وبرية.
وأشار إلى أن خطط الحفر البحري مستهدفة خلال المدة المقبلة، قائلًا: “يحتمل أن تكون أعمال الحفر البحري أحد الأصول الضخمة من الغاز للتصدير إلى أوروبا، إذ قد تنتج المنطقة ج أكثر من حقل ظُهر المصري وفقًا للدراسات الجيولوجية والزلزالية التي أجريناها حتى الآن”.
وتخطط ليبيا للمضي قدمًا في تطوير اكتشاف نفط وغاز بالتعاون مع شركتي إيني الإيطالية وبي بي البريطانية، لبدء عمليات الإنتاج من حقل غاز في البحر المتوسط “يُعتقد أنه أكبر من حقل ظهر الضخم في مصر”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية قد أعلن، في 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، تمكُّن الشركة من تحقيق اكتشاف الغاز في ليبيا، إلا أنه لم يكشف عن حجم الاحتياطيات الموجودة أو اسم الحقل، ولا أي تفاصيل أخرى.
واكتفى مسؤول الشركة -حينها- بإعلان التوصل إلى كميات كبيرة من النفط والغاز؛ الأمر الذي شجّع الشركة على تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة في ليبيا؛ بما يتوافق مع تركيز إيطاليا على دول شمال أفريقيا، لتأمين احتياجاتها من النفط والغاز.
تأتي جولة العطاءات ضمن خطة المؤسسة الوطنية للنفط التي تهدف إلى زيادة الإنتاج وتخصيص مناطق جديدة للاستكشاف.
وكلفت المؤسسة فريقًا من الخبراء في وقت سابق للإعداد لهذه الجولة، بوصفه جزءًا من إستراتيجية المؤسسة لتعزيز القدرة الإنتاجية للوصول إلى مليوني برميل يوميًا خلال 3-5 سنوات.
المنافسة مع مصر
تظهر خطط ليبيا التنافس لتطوير احتياطيات الغاز الضخمة في أحواض شرق المتوسط وفي مقدمتها حوض هيرودوت، الذي يعتقد أنه يحتوي على كميات من الغاز غير المكتشفة، تُقدَّر بنحو 122 تريليون قدم مكعبة.
وكان خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد أشار خلال مشاركته في إحدى أنسيات الطاقة إلى أن اكتشاف الغاز في ليبيا الذي توصلت إليه إيني في نهاية 2022 يقع في حوض هيرودوت والذي تصل كميات الغاز التي ما زالت غير مكتشفة فيه تلك الموجودة في حوض ليفانت، الذي شهد كل الاكتشافات الأخيرة مثل حقلي ليفياثان وتمار الإسرائيليين، وجزء منه في حقل ظهر المصري، وأفروديت القبرصي. وتضمنت المزايدة العالمية التي طرحتها مصر مؤخرًا 12 مربعًا بالبحر المتوسط ودلتا النيل؛ من بينها 10 قطاعات بحرية وقطاعان برّيان.
ووفق تفاصيل المزايدة التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يقع مربع بحري واحد ضمن حوض هيرودوت، و9 مربعات في حوض دلتا النيل البحري، والمربعان البرّيان في حوض دلتا النيل البري.
ويمتد هيرودوت على مساحة 113 ألف كيلومتر مربع أسفل المياه الاقتصادية الخالصة لكل من مصر، وليبيا، وقبرص، واليونان، وتحاول مصر التنقيب عن النفط والغاز في الجزء الواقع بمياهها الاقتصادية.