رتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول (2024) في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلستين الماضيين وسط آمال بانتعاش الطلب في الصين.
وتتجه أسواق النفط لتسجيل خسائر أسبوعية مع تركيز المستثمرين على توقعات زيادة الإنتاج من ليبيا وتحالف أوبك+، على الرغم من أن التحفيز الجديد من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 26 سبتمبر/أيلول، على تراجع بنسبة 3% لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.21%، لتصل إلى 71.75 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.27%، لتصل إلى 67.85 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أنهى الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) جلسة الخميس على انخفاض بنسبة 2.5% و2.9% على التوالي، رغم أنباء عن تحفيز نقدي جديد من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، ومخاوف من أنّ تصاعُد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤثّر بالإمدادات.
تحليل أسعار النفط
قالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إنه على الرغم من ابتهاج المستثمرين عبر فئات الأصول بعد أن أصدرت السلطات الصينية أخيرًا حوافز أكثر جرأة، إلا أن أسواق النفط تبدو مهتمة بليبيا وأوبك هذا الأسبوع.
وأضافت ساشديفا: “سوق النفط عانى من ضعف الطلب خلال الأشهر القليلة الماضية، وأنه في حال اتخاذ أوبك+ قرارًا بزيادة الإنتاج فقد تزيد حالة التشاؤم”، حسبما ذكرت رويترز.
وقررت السعودية و7 دول أعضاء في تحالف أوبك+ في 5 سبتمبر/أيلول 2024 تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا لمدّة شهرين حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
ومن المقرر أن تبدأ الدول الـ8 التخلص التدريجي من التخفيضات على أساس شهري من 1 ديسمبر/كانون الأول 2024، مع تأكيد المرونة في إيقاف التعديلات أو عكس اتجاهها حسب الضرورة.
يأتي ذلك بالتزامن مع موافقة دول أبك+ على تمديد الخفض الأول الذي بدأ في مايو/أيار 2023، بواقع 1.6 مليون برميل يوميًا، إلى نهاية 2025.
الطلب الصيني
قالت محللة السوق في فيليب نوفا: “في حين أنه من غير المؤكد ما إذا كان التحفيز الصيني سيترجم إلى ارتفاع الطلب على الوقود، إلا أنه قد يوفر بعض الراحة لسوق النفط”.
وخفض البنك المركزي الصيني يوم الجمعة أسعار الفائدة وضخ السيولة في النظام المصرفي في الوقت الذي تكثف فيه بكين التحفيز لجذب النمو الاقتصادي نحو هدف 5% هذا العام تقريبًا ومحاربة الضغوط الانكماشية.
ومن المتوقع الإعلان عن المزيد من الإجراءات المالية قبل عطلات الصين التي تبدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن أظهر اجتماع لكبار قادة الحزب الشيوعي إحساسًا متزايدًا بالإلحاح بشأن تصاعد الرياح الاقتصادية المعاكسة.
في غضون ذلك، وقعت الفصائل المتنافسة التي تطالب بالسيطرة على مصرف ليبيا المركزي اتفاقا لإنهاء نزاعها يوم الخميس، إذ تسبب النزاع في انخفاض حاد في إنتاج النفط وصادراته في البلاد، حيث انخفضت صادرات النفط الخام إلى 400 ألف برميل يوميًا هذا الشهر، من أكثر من مليون برميل في الشهر الماضي.
وقال المحلل في بنك إيه إن زد، دانييل هاينز إن الاتفاق قد يشهد عودة أكثر من 500 ألف برميل يوميًا من الإمدادات الليبية إلى الأسواق.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وحلفاؤها، في إطار المجموعة التحالف المعروف باسم أوبك+، حاليا إنتاج النفط بما إجماليه 5.86 مليون برميل يوميًا، لكنها تخطط للتراجع عن تلك التخفيضات بمقدار 180 ألف برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول.
وقال محللون في إف جي إي إنرجي (FGE Energy): “بشكل عام، من الواضح أن أسواق النفط تظل حذرة للغاية بشأن أرصدة النفط العالمية في عام 2025 وما يجب أن يفعله أوبك+”.