يمكن أن تتسبب الحرب في الشرق الأوسط، في ارتفاع أسعار النفط إلى 140 دولارا للبرميل، ودفع العالم إلى شفا ركود اقتصادي، بحسب آنا بواتا رئيسة الأبحاث الاقتصادية في شركة “أليانز تريد”.
وفي حديثها إلى كريتي جوبتا، الذي بثه تلفزيون “بلومبيرج”، وضعت المحللة المقيمة في باريس احتمالا، بنسبة 20 في المائة لمثل تلك النتيجة، مع التحول إلى صراع إقليمي واسع، يوقف إمدادات النفط الخام.
وأضافت “ارتفاع أسعار النفط، هذا هو التأثير المباشر ويمكن أن نتوقع ارتفاع أسعار النفط من 90 دولارا للبرميل إلى 140 دولارا في ذروته، وحتى 120 دولارا، في المتوسط العام المقبل”.
وتلك التوقعات تشير إلى حالة من الرعب من ناحية التكلفة البشرية وكابوس لصناع السياسات، الذين يتعاملون مع التداعيات.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار خلال تعاملات أمس، محققة مكاسب للأسبوع الثاني وسط تزايد المخاوف من احتمال توسع الصراع في الشرق الأوسط وبالتالي تتعطل الإمدادات من واحدة من أكبر مناطق إنتاج الخام في العالم.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.23 دولار إلى 93.61 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:16 بتوقيت جرينتش. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.23 دولار إلى 90.60 دولار للبرميل. ووفقا لـ”رويترز”، حل أجل استحقاق عقد نوفمبر أمس.
وسجل عقد استحقاق ديسمبر الأكثر تداولا لخام غرب تكساس الوسيط 89.74 دولار للبرميل، مرتفعا 1.37 دولار.
وسجل كلا العقدين مكاسب للأسبوع الثاني، إذ أدى تفجير مستشفى في غزة هذا الأسبوع والحرب البرية المتوقعة للقوات الإسرائيلية إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. وكتب محللو كومرتس بنك في مذكرة: “المؤشرات على أن الهجوم البري على قطاع غزة وشيك تدفع أسعار النفط صعودا بشكل حاد، مشيرا إلى أن سعر برميل برنت الآن 93 دولارا مجددا، لكن حتى الآن لم يتغير وضع الإمدادات في السوق”.
وذكروا أن أسعار النفط “من المرجح أن تظل تحظى بدعم قوي، وخصوصا في ظل وجود نقص في الإمدادات في سوق النفط في الوقت الحالي”.
وتستفيد أسعار النفط أيضا من توقعات بتزايد العجز في الربع الرابع بعد أن مددت السعودية وروسيا -المنتجين الرئيسين- تخفيضات الإمدادات حتى نهاية العام ووسط انخفاض المخزونات خاصة في الولايات المتحدة.
وما حد من المكاسب، إصدار الولايات المتحدة ترخيصا لمدة ستة أشهر يسمح بمعاملات في قطاع الطاقة بفنزويلا، العضو في “أوبك”، بعد التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة لضمان نزاهة انتخابات 2024.
وقال خبراء إن من غير المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى زيادة إنتاج النفط الفنزويلي سريعا، لكنه قد يعزز الأرباح عبر إعادة بعض الشركات الأجنبية إلى حقولها النفطية وتوفير خامها لمجموعة أكبر من العملاء الذين يدفعون نقدا. وقالت مصادر في “أوبك+” إن تخفيف العقوبات النفطية الأمريكية على فنزويلا لن يتطلب على الأرجح أي تغيير في سياسة التحالف حاليا، إذ من المرجح أن تكون زيادة إنتاجها تدريجية.
في غضون ذلك، قالت روسيا إن مجموعة أوبك+ التي تضم كبار منتجي النفط ساعدت على تحقيق الاستقرار في أسواق النفط وقاومت الضغوط الخارجية، على الرغم من “التلاعب الغربي” الذي يتمثل في السقف السعري للنفط الروسي.
وذكر أليكسي زايتسيف المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية أسبوعية أن روسيا تعد موردا مسؤولا لأسواق الطاقة العالمية وأن التعاون مع “أوبك+” له أهمية كبيرة.
من جهة أخرى، أعلن حيان عبدالغني نائب رئيس الحكومة العراقية وزير النفط، أن بلاده تخطط إلى زيادة إنتاج الغاز من حقل “السيبة”الغازي، إلى 100 مليون قدم مكعب قياسي باليوم في محافظة البصرة 550 كيلومترا جنوبي مدينة البصرة جنوبي العراق.
وقال وزير النفط العراقي، خلال زيارته التفقدية لحقل “السيبة” الغازي في محافظة البصرة أمس: “إن هذا الحقل يعد من الحقول الغازية المهمة التي تحظى باهتمام الوزارة، ويبلغ إنتاجه الحالي من 50 – 60 مليون قدم مكعب في اليوم ونخطط إلى زيادته إلى 100 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم”.
وأضاف أن الحقل ينتج أيضا “كمية 1200 طن من الغاز السائل، و1000 برميل من المكثفات، وأن الحقل يعتمد التوليد الذاتي في إنتاج الطاقة الكهربائية لتشغيل منشآته وجميع مرافق الحقل”.
وتابع القول إن “منشآت الحقل تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، واللجوء إلى الحفر الأفقي لزيادة كميات الغاز المستثمرة من الحقل الحدودي”.
ويسعى العراق إلى رفع مستويات إنتاج الغاز من الحقول العراقية، عبر الاستعانة بالاستثمارات الأجنبية لإيقاف استيراده لتأمين الاستهلاك المحلي وتشغيل المحطات الكهربائية في العراق.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 94.46 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 92.65 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 89.89 دولار للبرميل”.