مع تباطؤ النمو، وإن كان لا يزال قويا، وارتفاع التضخم العنيد، يعيش المستثمرون حالة من عدم اليقين بشأن ما يخبئه المستقبل للأسهم. وفي بعض الأحيان يكون مقدار قليل من عدم اليقين هو ما تحتاج إليه السوق.
دخل المستثمرون عام 2024 وهم واثقون من الكيفية التي سيسير بها العام، حيث كانوا مقتنعين أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة، ويطلق رياحا مواتية للأسهم والسندات. لم يحدث ذلك، ويوم الأربعاء عد إبقاء الاحتياطي الفيدرالي موقفه دون تغيير، بعد اجتماع يونيو، نتيجة مفروغا منها، بحسب موقع “بارونز”.
وكما هو واضح، ارتفعت سوق الأسهم على أي حال هذا العام، وصعد مؤشر إس آند بي 500 نحو 15 %، رغم حالة عدم اليقين. وتظهر مؤشرات المعنويات الآن أن المستثمرين ليسوا متأكدين فيما يفكرون. ربما يعد هذا أمرا جيدا، يشير إلى أن السوق لا تزال لديها مجال للصعود.
تميل المشاعر إلى أن تكون مؤشرا متعارضا. عادة لا يكتسب المستثمرون الثقة في السوق الصاعدة حتى تتم الإجابة عن جميع الأسئلة الاقتصادية الرئيسة، وبحلول ذلك الوقت عادة ما تكون معظم المكاسب شيئا من الماضي.
إذا كانت لدى المستثمرين شكوك، فهذا لا يعني بالضرورة أن السوق ستستمر في الارتفاع. هناك عدد من التدابير التي تهدف إلى جس نبض المستثمرين. يبين مؤشر شركة ستيت ستريت الخاص بشهية المؤسسات الاستثمارية، المكان الذي كان ينقل إليه هؤلاء المستثمرون أموالهم: إلى أصول أكثر، أو أقل خطورة.
يعد هذا المؤشر ذا قيمة لأنه من المفترض أن المؤسسات الاستثمارية من بين الأكثر تقدما في السوق، ولأن المؤشر يوضح تحركاتها التجارية الفعلية، وليس فقط ردودها على الاستطلاع.
في الوقت الحالي، يظهر المؤشر أن هذه المؤسسات على الجانب المتفائل، لكن بشكل طفيف. إنها أكثر ثقة مما كانت عليه العام الماضي، لكن أقل كثيرا مما كانت عليه في 2021، كما أشار نيكولداس كولاس، المؤسس المشارك لشركة داتا تراك للأبحاث في تقرير حديث.
كتب كولاس: “نعد قراءات مؤشر شهية المخاطرة الحالية بيئة معتدلة” السلوكيات “ليست محمومة جدا (حماس مفرط) ولا قارسة جدا (تشاؤم مفرط). نرى أن هذا مؤشر جيد لعوائد الأصول الخطرة في بقية العام.”
وفقا لمسح أسبوعي تجريه الجمعية الأمريكية للمستثمرين الأفراد، 39 % من صغار المستثمرين يشعرون حاليا بالتفاؤل، مقارنة بـ 32 % متشائمين و29 % محايدين. ويتوافق هذا الانقسام تماما تقريبا مع المتوسطات التاريخية طويلة الأجل، ما يشير إلى أن المستثمرين اليوم ليس لديهم وجهات نظر قوية حول السوق.
تظهر قراءة أخرى عن صغار المستثمرين سلوكا مترددا. في الأسبوع الماضي، سحب المستثمرون نحو تسعة مليارات دولار من صناديق الأسهم التقليدية، وفقا لإنفيستمنت كمباني إنستتيوت. وتمثل التدفقات الخارجة 0.1 % فقط من أكثر من تسعة تريليونات دولار في هذه الصناديق. في العام الماضي، تم سحب ما يقارب 40 مليار دولار أسبوعيا.
لا يزال المستثمرون في حيرة بشأن كيفية قراءة الاقتصاد واتجاه السوق. لكن في غياب علامات واضحة على وجود مشكلة، فإن الافتقار إلى اليقين يعد علامة جيدة. فهو يشير إلى أنه لا يزال هناك مجال لاستمرار السوق الصاعدة.
ارتفاع الأسهم في 2024 رغم غياب اليقين
- كتبه، نور الدين فردي
- بتاريخ، يونيو 14, 2024
- 11:25 ص