قال تقرير “ريج زون” النفطي الدولي إن النفط سجل مكاسب أسبوعية ثانية مع تزايد الأدلة على أن قرار “أوبك +” لخفض الإنتاج كان له أثره في الأسواق الفعلية، مشيرا إلى استقرار خام غرب تكساس بالقرب من 74 دولارا وهو أعلى مستوى في أكثر من شهر.
وأكد أن النفط الخام سجل أول زيادة أسبوعية متتالية منذ أيار (مايو) مع تقلب فروق الأسعار على المدى القريب إلى هيكل ضيق متراجع وهو نمط تسعير صعودي، ولا يزال الخام منخفضا بنحو 10 في المائة هذا العام مع تشديد السياسة النقدية وانتعاش الصين الباهت وضغط الصادرات الروسية المرنة على العقود الآجلة.
وبلغت مكاسب خامي برنت والأمريكي الأسبوع الماضي نحو 5 في المائة كما اختتمت التعاملات اليومية أمس الأول على صعود بنحو 3 في المائة لتصل الأسعار إلى أعلى مستوياتها في تسعة أسابيع بسبب المخاوف من نقص الإمدادات التي تغلبت في تأثيرها على توقعات رفع الفائدة لمكافحة التضخم مما ينال من الطلب.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار هذا الأسبوع جاء رغم التحرك واسع النطاق في الأصول الأخرى حيث عززت أرقام الوظائف القوية في الولايات المتحدة الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة. وأبرز التقرير تباطؤ مكاسب الوظائف في الولايات المتحدة الشهر الماضي لكن نمو الأجور ظل قويا ما عزز التوقعات برفع أسعار الفائدة.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام حققت مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي لكن الاتجاه الصعودي لا يزال محدودا بسبب استمرار المخاوف الاقتصادية.
ولفت التقرير إلى أن المكاسب تعود في الأساس إلى تمديد خفض الإنتاج في السعودية إلى آب (أغسطس) المقبل إضافة إلى تسجيل انخفاض آخر في مخزون النفط الخام الأمريكي أكثر من المتوقع.
وعد أن الاتجاه الصعودي سيظل محدودا حيث تصبح احتمالية رفع سعر الفائدة الأمريكية جزءا من التوقعات السائدة مع صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يؤكد أن الزيادات لا تزال على جدول الأعمال.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 3 في المائة، مسجلة أعلى مستوياتها في تسعة أسابيع الجمعة إذ طغت المخاوف من نقص الإمدادات والإقبال على الشراء لأسباب فنية على القلق من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لإبطاء النمو الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.95 دولار، أو 2.6 في المائة، إلى 78.47 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.06 دولار، بما يعادل 2.9 في المائة، إلى 73.86 دولار للبرميل. وهذا أعلى مستوى إغلاق لخام برنت منذ أول أيار (مايو) والأعلى لخام غرب تكساس الوسيط منذ 24 أيار (مايو) أيار. وبلغت مكاسب خامي القياس نحو 5 في المائة، لهذا الأسبوع. وقال كريج إرلام محلل أول السوق لدى “أواندا”، “موجة الصعود على مدى الأسبوع الماضي أو نحو ذلك … كانت قوية للغاية ومدعومة بالزخم، إلى جانب التخفيضات الجديدة التي أعلنتها السعودية وروسيا”. وأعلنت الدولتان هذا الأسبوع تخفيضات جديدة للإنتاج ليبلغ الخفض الإجمالي في إنتاج تحالف “أوبك +”، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاءها، نحو خمسة ملايين برميل يوميا وهو ما يعادل 5 في المائة، من الطلب العالمي على الخام.
واستمدت الأسعار دعما أيضا من تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوعين بعدما أظهرت بيانات نموا أقل من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة لكنه قوي بما يكفي لدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري كما أشار سابقا. ويجعل تراجع الدولار النفط الخام أقل سعرا لحائزي العملات الأخرى وهو ما قد يعزز الطلب على النفط. ووفقا لخدمة فيدووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، فإن احتمال أن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعاته يومي 25 و26 تموز (يوليو) تموز يبلغ حاليا نحو 95 في المائة، ارتفاعا من 92 في المائة، قبل صدور بيانات الوظائف بقليل. ومن شأن ارتفاع تكاليف الاقتراض أن يبطئ النمو الاقتصادي ويقلل الطلب على النفط.