Skip to content

الاقتصاد الأمريكي بسرعتين .. فئة تواصل الإنفاق وأخرى تقلصه

ينفق الأمريكيون الأثرياء بمعدلات صحية، ما يؤدي إلى زيادة الطلب الإجمالي – لكن هناك علامات مبكرة على أن المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط بدأوا تقليص إنفاقهم. يمكن أن نسمي ذلك اقتصادا ذا سرعتين.
نمط الإنفاق المنقسم يشكل تغيرا عن الأعوام الأخيرة، عندما ساعدت فوائد عصر الجائحة ومخزون المدخرات والنمو السريع للأجور على دعم الإنفاق عبر جميع فئات الدخل.
والآن يحذر اقتصاديون ورؤساء تنفيذيون في شركات تتعامل مع المستهلكين من أن تباطؤ الإنفاق الذي كان متوقعا في كثير من الأحيان قد وصل، لكنه يتركز بشكل كبير بين شريحة واحدة من السكان.
والصورة الأكبر هي أن ثبات سوق العمل وهدوء التضخم ومكاسب الأجور الحقيقية أمور تشير إلى وجود بيئة مواتية لمواصلة الإنفاق.
لكن معهد بنك أوف أمريكا حلل أخيرا الإنفاق عن طريق البطاقات ووجد أن نمو إنفاق الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، الذي كان نقطة قوة خلال 2023، قد ضعف فيما يبدو، رغم أنه لا يزال في المنطقة الإيجابية على أساس سنوي.
كذلك تباطأ نمو الأجور بين المستهلكين ذوي الدخل المنخفض، بعدما كان قويا. ففي 2022 وأوائل 2023، حقق العمال ذوو الدخل المنخفض زيادات في الأجور أعلى من أصحاب الدخل المرتفع بنحو نقطتين مئويتين، وفقا لمقياس تتبع الأجور التابع للاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا.
وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس”، فإن أصحاب الدخل ممن هم في الربع الأدنى، شهدوا مثلا، زيادة تبلغ 5.5 % في متوسط الأجر على مدار العام الماضي، بدءا من فبراير، وهي زيادة مماثلة لما حصل عليه أصحاب الدخل المرتفع، وأقل من معدل نمو الأجور البالغ 7.5 % في نوفمبر 2022.
ارتفعت حالات التأخر في سداد ديون بطاقات الائتمان وقروض السيارات في الأشهر الأخيرة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد.
كتب جوناثان بينجل، الاقتصادي في بنك يو بي إس، في مذكرة صدرت الأسبوع الماضي أن هناك علامات على أن الأسر تتعرض لضغوط، لكن ليس جميعها فيما يبدو، مضيفا أن الأمريكيين ذوي الدخل المرتفع شهدوا زيادة في ثرواتهم ولديهم أصول سائلة وفيرة.
والأمر الأقل وضوحا هو ما إذا كانت الضغوط التي يتعرض لها ذوي الدخل المنخفض كافية لجعل التوسع الأمريكي الذي يتسم بالمرونة بشكل لافت للنظر، ينحرف عن مساره.
“حتى لو كانت الأسر ذات الدخل المرتفع هي التي تقود التوسع، فإن مدى ضيقه يعني أنه توسع أكثر خطورة وأكثر هشاشة”، كما قال بينجل.
الدليل على هذا الانقسام في الإنفاق كان واضحا في مكالمات الأرباح الأخيرة، حيث لاحظ قادة العلامات التجارية الاستهلاكية الكبرى الضعف بين بعض عملائهم فقط.
قال جيمس كوينسي، الرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا، في مكالمة الأرباح الشهر الماضي: “المهم هو أن نفهم أن هناك قسما من السكان يتعرض لضغوط من الدخل المتاح .. هناك شريحة من المستهلكين لا تزال لديها أموال كثيرة، وقوة شرائية كبيرة، وقد شهدنا نموا قويا لبعض المنتجات ذات الأسعار المرتفعة”.

أشهر في موقعنا