ارتفع الين الياباني على نطاق واسع بالسوق الأسيوية يوم الخميس مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية ،ليوسع مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،ليتداول فوق الحاجز النفسي عند 150 ينات لكل دولارًا للمرة الأولى فى الخمسة أشهر الأخيرة ، بفضل نتائج أكثر عدوانية عما كان متوقعًا من اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني.
رفع بنك اليابان أسعار الفائدة اليابانية للمرة الثانية هذا العام إلى نطاق هو الأعلى منذ عام 2008 ،وأعلن عن خطة التشديد الكمي وخفض مشتريات السندات الحكومية إلى النصف على مدار عامين ،وقال المحافظ “كازو أويدا” لا سقف محدد لسعر الفائدة القياسي خلال دورة التطبيع الحالية.
وفى المقابل فتح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الباب بقوة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية فى سبتمبر المقبل ،مما سوف يؤدي إلى تقليص فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة بشكل أكبر ، الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار فى الين الياباني ويزيد من تسارع تفكيك صفقات الكاري ين.
نظرة سعرية
•سعر صرف الين الياباني اليوم :انخفض الدولار مقابل الين قرابة 1.0 % إلى (148.51¥) الأدنى منذ 15 مارس الماضي ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (149.95¥)، و سجل أعلى مستوى عند (150.32¥).
•أنهي الين الياباني تعاملات يوم الأربعاء مرتفعًا بنسبة 1.85% مقابل الدولار الأمريكي ،فى ثاني مكسب يومي على التوالي ،وبأكبر مكسب يومي منذ 1 مايو الماضي ، بسبب نتائج اجتماعات البنوك المركزية فى اليابان والولايات المتحدة.
•وعلى مدار يوليو المنصرم ،حقق الين ارتفاع بنسبة 6.8% مقابل الدولار ،فى ثاني مكسب شهري فى غضون الثلاثة أشهر الأخيرة ،وبأكبر مكسب شهري منذ نوفمبر 2022 ،بسبب تسارع تفكيك صفقات الكاري ين ، بالإضافة إلى نوبات التدخل من قبل السلطات اليابانية والتي بلغ مجموعها 36.8 مليار دولار.
البنك المركزي الياباني
رفع البنك المركزي الياباني ،أمس الأربعاء ، سعر الفائدة القياسي بنحو 15 نقطة أساس إلى نطاق 0.25% ،كأعلى مستوى منذ عام 2008 أيان الأزمة المالية العالمية ،على خلاف توقعات السوق الإبقاء على أسعار الفائدة اليابانية ثابتة دون أي تغيير عند نطاق 0.10%.
وتعد الزيادة الجديدة فى أسعار الفائدة اليابانية هي الثانية هذا العام ،وذلك بعدما قرار بنك اليابان فى اجتماع مارس الماضي ،الخروج من سياسة الفائدة السلبية ،حيث رفع سعر الفائدة قصيرة الأجل بنحو 20 نقطة أساس إلى نطاق 0.10% ،فى أول زيادة فى أسعار الفائدة اليابانية منذ عام 2007.
وقال البنك المركزي الياباني إنه سيستمر في رفع سعر الفائدة القياسي وتعديل درجة التيسير النقدي، على افتراض تحقيق توقعاته الاقتصادية.
كما أعلن البنك المركزي الياباني عن خطة التشديد الكمي على مدار عامين ، مع تقليص مشتريات السندات الحكومية بنحو 400 مليار ين لكل ربع سنة ،وصولاً إلى شراء نحو 3 تريليون ين “20 مليار دولار” شهريًا فى الربع الأول من عام 2026. ينفذ البنك حاليًا عمليات شراء سندات حكومية بنحو 6 تريليون ين شهريًا.
كازو أويدا
قال محافظ البنك المركزي الياباني “كازو أويدا” يوم الأربعاء : سنواصل رفع أسعار الفائدة في البلاد مع تعديل وتيرة التيسير النقدي، إذا تحققت توقعاتنا الاقتصادية الحالية للأسعار.
وأضاف أويدا: هناك مخاطر صعودية تواجه مستويات الأسعار.الاستهلاك الشخصي لا يزال قويًا بالرغم من تأثيرات التضخم الواضحة حاليًا.ارتفاع الأجور ومستويات الدخل ستقدم دعمًا إضافيًا للاستهلاكي الشخصي. زخم نمو الأجور أصبح متزايدًا على نطاق واسع سواء بالشركات الصغيرة أو المتوسطة الحجم.أسعار الواردات تشهد ارتفاعًا متزايدًا مرة أخرى، وهو ما يستدعي المزيد من الاهتمام.
وأوضح أويدا : لا أرى أن رفع أسعار الفائدة سيكون له تأثيرات سلبية واضحة على الاقتصاد الياباني ،والبنك المركزي الياباني لا يأخذ في الاعتبار الحد الأقصى لأسعار الفائدة عند 0.5%.
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” يوم الأربعاء: إذا رأينا التضخم يتحرك نحو الانخفاض… بما يتماشى إلى حد ما مع التوقعات، ويظل النمو قويًا بشكل معقول، وتظل سوق العمل متسقة مع الظروف الحالية، فأعتقد أن خفض أسعار الفائدة قد يكون على الطاولة في اجتماع سبتمبر المقبل.
الفائدة الأمريكية
كانت أسواق المال العالمية تتوقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر لبعض الوقت ،لكن بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ، أصبح المتعاملون أكثر ثقة فى حدوث هذا الخفض ، مع توقعات بتنفيذ تخفيضات بنحو 75 نقطة أساس هذا العام.
فجوة أسعار الفائدة
لقد باع المستثمرون الين بلا هوادة لعدة أشهر، نظرًا لانخفاض أسعار الفائدة في اليابان مقارنة بأي مكان آخر خاصة الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى تراكم المواقف الهبوطية في العملة اليابانية والتي اضطر البعض إلى تفكيكها.
لقد خلقت فجوة أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان فرصة تجارية مربحة للغاية، حيث يقترض المتداولون الين بأسعار منخفضة للاستثمار في الأصول المسعرة بالدولار للحصول على عائد أعلى، والمعروفة باسم تجارة “الكاري تريد”.
وبعد قرارات البنك المركزي الياباني ومجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ،تقلصت فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة إلى 525 نقطة أساس لصالح أسعار الفائدة الأمريكية كأقل فجوة منذ يوليو 2023 ،ومن المتوقع أن تتقلص إلى 475 نقطة أساس إذا نفذ المركزي الأمريكي بالفعل تخفيضات بنحو 75 نقطة أساس هذا العام مع تثبيت أسعار الفائدة اليابانية بدون تغيير.
توقعات حول أداء الين الياباني
•قال استراتيجي الاستثمار في شركة ليجال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت “بن بينيت ” : لقد فوجئت بمدى تشدد خطة التشديد الكمي للبنك المركزي الياباني.
•وأضاف بينيت: اعتقدت أن انتعاش الين الأخير قد قلل من الضغوط لرفع أسعار الفائدة. لكن يبدو أن بنك اليابان حريص على رفع أسعار الفائدة وتطبيع السياسة. ربما يؤدي هذا إلى المزيد من قوة الين، لكنه قد يثقل كاهل الاقتصاد الياباني وسوق الأسهم اليابانية.