Skip to content

الطلب الصيني يدعم أسعار النفط رغم توقعات ضعف الاقتصاد ‏العالمي

أدت زيادة الطلب من الصين إلى ارتفاع أسعار النفط الخام خلال تداولات الأسبوع الماضي رغم توقعات ضعف الاقتصاد ‏العالمي، واحتمال رفع أسعار الفائدة مجددا، حيث سجل برنت زيادة أسبوعية بنسبة 2.4 في المائة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط ‏‏2.3 في المائة.
وأوضح تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار النفط عززت مكاسبها في ختام الأسبوع وسط إشارات الاقتصاد الكلي إلى زيادة الطلب على مستوى العالم، وحصل الخام على دفعة من استهلاك نفطي قوي سيستمر في النمو، وكذلك مؤشرات إيجابية لموسم القيادة في الولايات المتحدة الذي سيكون قويا.
وأفاد التقرير الذي نشر أمس، بأن توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة سيوفر للاقتصاد بعض الراحة المؤقتة، ومع ذلك لا يزال الارتفاع في أسعار النفط الخام محدودا مع استمرار تضخم المخزونات على الرغم من تخفيضات إنتاج “أوبك+”.
ولفت إلى مساهمة تخفيضات الإنتاج جنبا إلى جنب مع فقدان البراميل الروسية وحرائق الغابات في كندا في شح سوق الخام الثقيل والحامض ولكن تمت موازنة ذلك جزئيا من خلال التوافر الواسع للدرجات الخفيفة والحلوة من منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة لافتا إلى تأكيد شركة باسيفيك إنفستمنت مانجمنت أن هذا التشعب أربك السوق.
وذكر التقرير أنه مما يزيد من هذا الالتباس إشارات متضاربة من السوق حيث تهدد حالات انقطاع المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا بزيادة مخزونات النفط الخام في المراكز الرئيسة بما في ذلك كوشينج أوكلاهوما حيث بلغت بالفعل أعلى مستوياتها في عامين منوها إلى انخفاض الخام الأمريكي بنسبة 11 في المائة لهذا العام.
ونوه إلى توقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في إطار أحدث بياناتها قصيرة المدى أنها ترجح أن يسجل إنتاج النفط الخام الأمريكي أرقاما قياسية سنوية في عامي 2023 و2024، لكنها أضافت أن النمو يتباطأ.
وأفاد التقرير بأن إدارة معلومات الطاقة تقدر أن أسعار النفط الخام غرب تكساس الوسيط ستبلغ في المتوسط 83 دولارا للبرميل على مدى الأعوام الثلاثة من 2022 إلى 2024 في حين أن النمو السنوي في إنتاج النفط الخام الأمريكي خلال الفترة نفسها سيبلغ متوسطه 0.4 مليون برميل يوميا.
وأكد معدو التقرير أن الاستجابة المتغيرة لأسعار النفط الخام من قبل المنتجين الأمريكيين تعكس مزيجا من استخدام رأس المال لزيادة توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم بدلا من الاستثمار في إنتاج جديد إضافة إلى تأثيرات أسواق العمل الأكثر تشددا وارتفاع التكاليف وزيادة الضغط على سلاسل التوريد لحقول النفط.
وعدوا أنه على الرغم من هذا التحول من الاستجابة التاريخية للأسعار ما زلنا نتوقع أن يستمر إنتاج النفط الخام الأمريكي في النمو إلى مستويات قياسية مدفوعا بشكل أساسي بنمو الإنتاج في حوض بيرميان – وذلك بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر أيلول (سبتمبر) شهدت أسبوعا متقلبا آخر وبلغت ذروتها من خلال زيادة بنسبة 3 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوع يوم الخميس الماضي.
وأشار إلى مساهمة عدة عوامل في هذا الارتفاع بما في ذلك ضعف الدولار الأمريكي وزيادة كبيرة في تشغيل المصافي في الصين – أكبر مستورد للنفط الخام في العالم – وقد ساعد هذا الأداء الإيجابي السوق على التعافي من خسائرها السابقة ما جعل السوق النفطية تنهي الأسبوع في مسار تصاعدي.
وعد التقرير أن الاتجاه الصعودي في سوق النفط جاء مدعوما بعديد من عوامل العرض والطلب حيث وصل إنتاج البنزين – الذي يقيس هوامش ربح التكرير – إلى أعلى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2022 في الولايات المتحدة لافتا إلى أن هذا يدل على قوة الطلب على البنزين بالنسبة إلى تكلفة النفط الخام.
ونوه إلى أن التقارير الواردة من الولايات المتحدة كشفت عن زيادة غير متوقعة في مبيعات التجزئة لشهر أيار (مايو) كما جاءت مطالبات إعانة البطالة عن العمل أعلى من المتوقع ما أدى إلى ضعف الدولار الأمريكي. ولفت التقرير إلى أن ضعف الدولار يجعل النفط الخام في متناول حاملي العملات الأخرى ما يحفز الطلب على النفط وفقا للعلاقة العكسية بين الدولار والنفط.
وأشار التقرير إلى أن إنتاجية مصافي النفط في الصين لعبت أيضا دورا مهما في انتعاش السوق حيث أظهرت البيانات زيادة كبيرة بنسبة 15.4 في المائة على أساس سنوي في إنتاجية المصافي في أيار (مايو) لتصل إلى ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفع النفط وسجل زيادة أسبوعية إذ أدت زيادة الطلب من الصين ‏وخفض تحالف “أوبك +” للإنتاج إلى ارتفاع الأسعار رغم توقعات ضعف الاقتصاد ‏العالمي واحتمال رفع أسعار الفائدة مجددا.‏ وارتفع سعر خام برنت 94 سنتا إلى 76.61 دولار للبرميل عند التسوية بينما ‏صعد خام غرب تكساس الوسيط 1.16 دولار إلى 71.78 دولار للبرميل.‏ وسجل برنت زيادة أسبوعية بنسبة 2.4 في المائة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط ‏‏2.3 في المائة.‏ وتعززت أسعار النفط هذا الأسبوع بفضل آمال في نمو الطلب من الصين. وارتفع ‏إنتاج مصافي النفط في الصين في أيار (مايو) أيار إلى ثاني أعلى مستوياته الإجمالية على ‏الإطلاق. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية أن من المتوقع أن يواصل ‏الطلب الصيني على النفط الارتفاع خلال النصف الثاني من العام.‏ من جانب آخر، ذكر تقرير “بيكر هيوز” الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن العدد الإجمالي لأجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار ثمانية هذا الأسبوع كما انخفض بمقدار 57 مقارنة بالأسابيع الستة الماضية.
ولفت التقرير إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 687 هذا الأسبوع – 53 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي موضحا أن العدد الحالي هو 388 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل الوباء.
ونوه إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بمقدار أربعة حفارات هذا الأسبوع إلى 552 كما انخفض عدد منصات الغاز خمسا ليصل إلى 130 فيما انخفض عدد منصات الغاز الآن بمقدار 24 حفارا عما كان عليه قبل عام بينما انخفض عدد الحفارات النفطية إلى 32 حفارا. ارتفعت الحفارات المتنوعة بمقدار حفار واحد.
وأشار التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار أربعة وهو الآن أقل بمقدار ثلاث منصات عن الوقت نفسه من العام الماضي بينما ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار حفارين اثنين لكنه انخفض بمقدار تسع منصات عن هذا الوقت من العام الماضي.
وذكر أنه على الرغم من اتجاه انخفاض نشاط الحفر كانت مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة في الأسبوع المنتهي في 9 حزيران (يونيو) عند 12.4 مليون برميل يوميا – وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020، موضحا أن مستويات الإنتاج الأمريكية الآن أعلى 500 ألف برميل في اليوم مقارنة بالعام الماضي.

إنشرها   
أشهر في موقعنا