Skip to content

المزاج السلبي يطغى على الطبقة الأمريكية الوسطى ..

لقد تغير حلم الطبقة المتوسطة الأمريكية. الحصول على أجر من ستة أرقام لم يعد كافيا ومشبعا للأحلام والرغبات وبات أفرادها يشعرون بأنهم متأخرون وأن الظروف الاقتصادية ضدهم.
بعض هذه المخاوف حقيقية – انظر إلى سوق الإسكان الأمريكية باهظة الثمن – وبعضها الآخر، كما يقول خبراء، قد يكون مسألة تصور لدى الناس مقابل واقع يقول العكس، حيث يبدو الاقتصاد في وضع غير موات حتى مع نمو الأرباح وقوة التوظيف.
في 2022، عرف مركز بيو للأبحاث الأمريكيين من الطبقة المتوسطة على أنهم أسر تكسب ما يراوح بين 48500 دولار و145500 دولار – ويشعرون بأنهم يستطيعون تحمل تكاليف حياة الطبقة المتوسطة التقليدية، بمنزل وحياة مريحة بعد التقاعد.
وفقاً لإوين شيهان، أحد كبار محللي الأبحاث في شركة ريدفيلد آند ويلتون، دفع التضخم عديدا من الأمريكيين إلى تجاهل القوة الإجمالية للاقتصاد الأمريكي. النمو والتوظيف والأسواق المالية قوية، في حين بدأ نمو الأجور في تجاوز وتيرة التضخم.
بينما تشكل التكاليف المرتفعة تحديات أمام التقاعد أو شراء منزل، فإن هذه الأهداف ليست بعيدة المنال مع تخطيط دقيق، وفقا لكريس كولينز، مستشار الثروة في شركة كولينز فاينانشيال التابعة لشركة نورث ويسترن ميتشوال.
وبحسب بزنس إنسايدر، يعتقد كولينز أن معظم الأمريكيين من الطبقة المتوسطة يشعرون بالقلق بشأن وضعهم المالي بسبب الإجهاد من الصدمات المالية، إضافة إلى الافتقار إلى التخطيط المالي.
مع ذلك، هذه التصريحات لا تتوافق مع ما تشعر به كثير من الأسر تجاه وضعها المالي. تسود هذه المشاعر شبكة الإنترنت، ويعبر عنها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعتبرون من الطبقة المتوسطة، لكنهم يقولون إنهم يشعرون بأنهم أقل ثراء.
قالت جيسيكا من ألاباما، إحدى مستخدمات تطبيق تيك توك، “إنها تعتقد أن الطبقة المتوسطة تحتضر”. وأشارت إلى ابنتها الكبرى، التي تقول “إنها عملت 60 ساعة أسبوعيا خلال فترة حملها لإعالة أسرتها”.
كان شعور الأمريكيين من الطبقة المتوسطة أسوأ تجاه الاقتصاد لفترة طويلة، لكن يبدو أن المزاج السلبي شهد ارتفاعا حادا في السنوات الأخيرة.
بلغت درجات القلق المالي أعلى مستوياتها على الإطلاق، وفقًا لدراسة أجرتها “نورث ويسترن ميوتشوال”. ووجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة بريمريكا أن نصف أسر الطبقة المتوسطة تقول إن وضعها المالي “ليس جيدا” أو “سيئا”.
بالنسبة إلى كثيرين من الطبقة المتوسطة، التضخم هو جوهر هذا الشعور. قال 51 % من المشاركين في استطلاع ” نورث ويسترن ميوتشوال”: “إن التضخم أكبر عقبة أمام الأمن المالي”، في حين قال 67 % من الأسر في استطلاع “بريمريكا”: “إن دخلهم يتراجع أمام تكاليف المعيشة”.
هذا يجعل الناس يشعرون بأنهم محرومون من أمور كثيرة مرتبطة بحياة الطبقة المتوسطة. خفض 74 % من الأمريكيين من الطبقة المتوسطة الإنفاق غير الضروري، وفقًا لاستطلاع “بريمريكا”.
ويلجأ كثيرون إلى استخدام بعض مدخراتهم، ما يجعل التقاعد غير مؤكد. قال 60 % من الأمريكيين “إنهم لا يعتقدون أنهم يدخرون ما يكفي للتقاعد بشكل مريح”.
وذكر 46 % من أفراد الطبقة المتوسطة أنهم خففوا الادخار للمستقبل أو توقفوا، بينما قال 38 % “إنهم لا يعتقدون أنهم قادرون على تحمل نفقات غير متوقعة تزيد على ألف دولار”.
قد يكون شراء منزل أبرز مثال على متطلبات حياة الطبقة المتوسطة التي تبدو بعيدة المنال بالنسبة إلى كثيرين. فمع اقتراب أسعار الفائدة على الرهن العقاري من أعلى مستوياتها منذ 23 عاما، واقتراب أسعار المنازل من مستويات شبه قياسية، يحتاج الأمريكيون إلى كسب 80 % أكثر مما كانوا يكسبون قبل الجائحة ليتمكنوا من شراء منزل، حسبما وجد تقرير حديث صادر عن شركة زيلو العقارية.

أشهر في موقعنا