ارتفعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الأسبوع الماضي على خلفية تصاعد القتال بين روسيا وأوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وحدت المخاوف بشأن الطلب على الوقود في الصين، ثاني أكبر مستهلك في العالم، وتوقعات بفائض عالمي من النفط من زيادة المكاسب، وأثرت على أداء الأسواق.
ومن المرجح أن تؤدي المخاطر الجيوسياسية المستمرة واستمرار تخفيضات إنتاج أوبك+، خلال الأشهر القليلة المقبلة، إلى دعم أسعار النفط، مع بلوغ متوسط سعر خام برنت 78 دولارًا في الربع الأول من عام 2025.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني، على انخفاض بنسبة 2.5%، مسجلة خسائر أسبوعية وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:36 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:36 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.10%، لتصل إلى 71.11 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.06%، لتصل إلى 66.98 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أنهى الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) الأسبوع الماضي على خسائر بنسبة 3.8% و4.77% على التوالي.
وخفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2025، مشيرة إلى أن متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط من المتوقع أن يسجل 71.60 دولارًا للبرميل خلال 2025، بانخفاض 2.1% عن تقديرات أكتوبر/تشرين الأول 2024، البالغة 73.13 دولارًا.
كما قلّصت إدارة معلومات الطاقة توقعات سعر خام برنت بنسبة 2%، ليصل إلى 76.06 دولارًا للبرميل في 2025، مقابل التقديرات السابقة البالغة 77.59 دولارًا.
تحليل أسعار النفط
شنت روسيا أكبر غارة جوية لها على أوكرانيا منذ ما يقرب من 3 أشهر يوم الأحد، مما ألحق أضرارا جسيمة بشبكة الكهرباء في أوكرانيا.
قال مسؤولان أميركيان أمس الأحد، إنه في تحول كبير لسياسة واشنطن في الصراع الأوكراني الروسي، سمحت إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا.
ولم يصدر رد فوري من الكرملين، الذي حذر من أنه سيشهد تحركًا لتخفيف القيود المفروضة على استعمال أوكرانيا للأسلحة الأميركية كتصعيد كبير.
وقال محلل الأسواق في آي جي (IG)، توني سيكامور: “سماح بايدن لأوكرانيا بضرب القوات الروسية حول كورسك بصواريخ بعيدة المدى قد يؤدي إلى عودة المسعى الجيوسياسي إلى النفط لأنه تصعيد للتوترات هناك، ردًا على دخول القوات الكورية الشمالية في المعركة”، حسبما ذكرت رويترز.
وقال محلل الطاقة في شركة إم إس تي مركيو (MST Marquee)، سول كافونيك: “حتى الآن لم يكن هناك تأثير يذكر على صادرات النفط الروسية، ولكن إذا استهدفت أوكرانيا المزيد من البنية التحتية النفطية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسواق النفط بشكل أكبر”.
وفي روسيا، اضطرت 3 مصافي تكرير على الأقل إلى وقف المعالجة أو خفض التشغيل بسبب الخسائر الفادحة وسط قيود التصدير وارتفاع أسعار النفط الخام وارتفاع تكاليف الاقتراض.
الطلب على النفط
انخفضت أسعار النفط ما يقرب من 4% الأسبوع الماضي بفعل بيانات ضعيفة من الصين وبعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية أن إمدادات النفط العالمية ستتجاوز الطلب بأكثر من مليون برميل يوميا في 2025 حتى لو ظلت التخفيضات قائمة من أوبك+.
وأظهرت بيانات حكومية يوم الجمعة أن إنتاج مصافي التكرير في الصين انخفض بنسبة 4.6% في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بالعام الماضي، ومع تباطؤ نمو إنتاج المصانع في البلاد الشهر الماضي.
ويشعر المستثمرون بالقلق أيضًا بشأن وتيرة ومدى تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والتي خلقت حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية.
وفي الولايات المتحدة، انخفض عدد منصات النفط العاملة بمقدار منصة واحدة إلى 478 الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 19 يوليو/تموز، حسبما أظهرت بيانات بيكر هيوز.