تستأنف عدد من شركات النفط الدولية عملياتها في ليبيا بعد انقطاع استمر قرابة العقد تقريبا، في الوقت الذي تستعد فيه المؤسسة الوطنية للنفط لطرح مناقصة في 22 منطقة نفطية، لكسب ثقة الشركات الدولية، وتعزيز الإنتاج المحلي.
وفي تقرير لمجلة «بيتروليوم تكنولوجي» الأميركي، تنضم شركة «ريبسول» الإسبانية إلى مجموعة متنامية من منتجي النفط الدوليين العائدين إلى السوق الليبية، إذ بدأت في حفر أولى آبارها الاستكشافية في الجنوب الليبي، بعد تلقي ضمانات أمنية من الجهات المحلية، ومن المقرر حفر البئر إلى عمق 1844 مترا.
وتعد هذه البئر واحدة من ست آبار نفطية، مشمولة في مناطق التراخيص التابعة لـ«ريبسول» في حوض مرزق بجنوب غرب البلاد، من المقرر أن تحفرها الشركة الإسبانية، كما أورد الموقع الإلكتروني لمجلة «بيتروليوم تكنولوجي» الأميركي، السبت.
وصفت المجلة الأميركية الشراكة بين شركات النفط الدولية والمؤسسة الوطنية للنفط بـ«لحظة محورية في إعادة بناء الثقة بقطاع الطاقة في ليبيا»، الذي تضرر جراء انعدام الاستقرار السياسي والصراع خلال السنوات الماضية.
وبحسب تقرير تحليلي صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن ليبيا في ديسمبر الماضي، تعتزم المؤسسة الوطنية للنفط زيادة إنتاج النفط الخام والمكثفات إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام 2024، وإلى مليوني برميل يوميا بحلول نهاية العام 2025.
ولتحقيق هذا الهدف، تخطط المؤسسة الليبية لتدشين عدد من المشاريع الجديدة من أجل زيادة إنتاج النفط، وإعادة تأهيل الحقول التي تضررت خلال صراعات العقد الماضي، وزيادة إمدادات الطاقة إلى الحقول.
وخلصت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن ليبيا بحاجة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والقدرة الفنية، لزيادة إنتاجها وتعويض الانخفاضات الحالية في الحقول القديمة.
«إيني» و«بي بي» تعودان إلى ليبيا
في تلك الأثناء، أعلنت كل من شركة «إيني» الإيطالية و«بي بي» البريطانية العودة إلى أنشطة الاستكشاف بموجب اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط في منطقة «بي» من حوض غدامس في شمال غرب البلاد، وبدء أعمال الحفر الاستكشافي في بئر «A1-96/3».
تشرف شركة مليتة للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك مناصفة بين «إيني» والمؤسسة الوطنية للنفط، على أعمال الحفر استنادا إلى خبرتها في تشغيل وتطوير حقل الوفاء.
ومن المقرر أن يختبر الطرفان مجموعة من التكوينات الجيولوجية الواعدة في البئر «A1-96/3»، التي تقع على بُعد 35 كم من حقل الوفاء و650 كم تقريبا من العاصمة طرابلس. ومن المتوقع أن يصل عمق البئر النهائي إلى 3147 مترا.
«أو إم في» تستكشف حوض سرت
أما شركة «أو إم في» النمساوية فقد أعلنت انطلاق عمليات حفر استكشافي في حوض سرت الحيوي.
وتأمل شركة «أكاكوس»، وهي مشروع مشترك بين مؤسسة النفط الوطنية و«ريبسول» و«توتال إنرجز» و«أو إم في» و«إكوينور»، زيادة الإنتاج في حقل الشرارة النفطي، الذي يأمل الشركاء زيادته إلى 260 ألف برميل يوميا. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل الشرارة 320 ألف برميل يوميا، وفقا لمؤسسة «زاكس» للأبحاث الاستثمارية.
طرح 22 منطقة للمناقصة
يأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه المؤسسة الوطنية للنفط خططا طموحة لزيادة الإنتاج النفطي المحلي. كما أعلنت عن طرح 22 منطقة بحرية وبحرية للاستكشاف خلال العام 2025.
وتهدف المؤسسة في ذلك إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، لتعزيز قطاع الطاقة المحلي، ورفع الإنتاج النفطي إلى مستوى مليوني برميل يوميا خلال سنوات قليلة.
وبحسب بيانات «زاكس»، سجل إنتاج النفط في ليبيا مستوى قياسيا في العام 2024، والمستوى الأعلى منذ العام 2013 عند 1.4 مليون برميل يوميا.